55

Aqawil Thiqat

أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشتبهات

Bincike

شعيب الأرناؤوط

Mai Buga Littafi

مؤسسة الرسالة

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٠٦

Inda aka buga

بيروت

الحبال والوريدان عرقان مكتنفان لصفحتي الْعُنُق وَكَذَا قَوْله تَعَالَى ﴿وَهُوَ مَعكُمْ أَيْن مَا كُنْتُم﴾ أَي بِعِلْمِهِ لَا بِذَاتِهِ بِدَلِيل سِيَاق الْآيَة وَهِي قَوْله ﴿ثمَّ اسْتَوَى على الْعَرْش يعلم مَا يلج فِي الأَرْض وَمَا يخرج مِنْهَا وَمَا ينزل من السَّمَاء وَمَا يعرج فِيهَا وَهُوَ مَعكُمْ﴾ الْحَدِيد ٤ أَي بِعِلْمِهِ الْمَفْهُوم من يعلم وَكَذَا قَوْله ﴿مَا يكون من نجوى ثَلَاثَة إِلَّا هُوَ رابعهم وَلَا خَمْسَة إِلَّا هُوَ سادسهم وَلَا أدنى من ذَلِك وَلَا أَكثر إِلَّا هُوَ مَعَهم أَيْن مَا كَانُوا﴾ أَي بِعِلْمِهِ فَإِن الْآيَة مصدرة بِالْعلمِ وَهِي ﴿ألم تَرَ أَن الله يعلم مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْض مَا يكون من نجوى ثَلَاثَة﴾ الْآيَة وَالْحَاصِل أَن الْآيَات المشعرة بالمعية الذاتية إِنَّمَا هِيَ صَرِيحَة فِي الْمَعِيَّة بِالْعلمِ وَأَن المُرَاد مِنْهَا إِنَّمَا هُوَ الْإِشَارَة إِلَى إحاطة علمه بِجَمِيعِ الْمَخْلُوقَات وَكَذَا قَوْله تَعَالَى ﴿وَإِذا سَأَلَك عبَادي عني فَإِنِّي قريب﴾ أَي قريب مِنْهُم فَهُوَ تَمْثِيل لكَمَال علمه بِأَفْعَال الْعباد وأقوالهم واطلاعه على أَحْوَالهم بِمَنْزِلَة من قرب مَكَانَهُ مِنْهُم ويوضحه مَا قيل لَو اجْتمع قوم بِمحل وناظر ينظر إِلَيْهِم من الْعُلُوّ فَقَالَ لَهُم إِنِّي لم أزل مَعكُمْ أَرَاكُم وَأعلم مناجاتكم لَكَانَ صَادِقا وَللَّه الْمثل الْأَعْلَى عَن شبه الْخلق فَإِن أَبَوا إِلَّا ظَاهر التِّلَاوَة وَقَالُوا هَذَا مِنْكُم دَعْوَى خَرجُوا عَن قَوْلهم فِي ظَاهر التِّلَاوَة لِأَن من هُوَ مَعَ الْإِثْنَيْنِ أَو أَكثر هُوَ مَعَهم لَا فيهم وَمَا قرب من الشَّيْء لَيْسَ هُوَ فِي الشَّيْء وَقَالَ ابْن تَيْمِية رَحمَه الله تَعَالَى إِن الْكتاب وَالسّنة يحصل مِنْهُمَا كَمَال الْهدى والنور لمن تدبرهما وَقصد اتِّبَاع الْحق

1 / 99