53

Aqawil Thiqat

أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشتبهات

Bincike

شعيب الأرناؤوط

Mai Buga Littafi

مؤسسة الرسالة

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٠٦

Inda aka buga

بيروت

شَيْء وَإِن لم يكن فِي شَيْء لَا بالحلول وَلَا بالمجاورة وَدَلِيله ﴿وَنحن أقرب إِلَيْهِ مِنْكُم وَلَكِن لَا تبصرون﴾ فَلَا تَعْطِيل مَعَه وَلَا تجسيم وَنقل هَذَا الَّذِي قَرّرته عَن سَيِّدي الشَّيْخ أبي السُّعُود الجارحي المدفون بِمصْر وَقَالَ عَن هَذَا فَهَذَا مَذْهَب السّلف الصَّالح من الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ وتابعيهم وَهُوَ الْحق الَّذِي اخْتَارَهُ الصُّوفِيَّة الْكِرَام وفقهاء الْإِسْلَام انْتهى وَرَأَيْت بعض أكَابِر مشايخهم صرح فِي تصنيف لَهُ أَنه لَا تَخْلُو ذرة من ذرات الْعَالم من ذَات البارئ تقدس وَتَعَالَى قلت وَهَذَا شَيْء ينفر مِنْهُ الطَّبْع وَالشَّرْع وَلَكِن لَعَلَّ تقريبه لِلْعَقْلِ أَن البارئ سُبْحَانَهُ كَانَ مَوْجُودا قبل وجود عَالم الْكَوْن وَهَذَا الْمِقْدَار الَّذِي وجد الْعَالم فِيهِ كَانَ غير خَال من وجود ذَات البارئ فَلَمَّا حدث الْعَالم استمرت الذَّات المقدسة على حَالهَا وَهُوَ الْآن على مَا عَلَيْهِ كَانَ فَهِيَ مَعَ الْعَالم بأسره بذاتها وَهِي ايضا بعد وجود الْعَالم كَمَا كَانَت بِلَا حد وَلَا نِهَايَة لَكِن هُنَا تتخبط الْعُقُول فِي هَذِه الْمَعِيَّة الذاتية وَرُبمَا تحصل لكثيرين الزندقة ويتدرج مِنْهَا إِلَى القَوْل بالوحدة الْمُطلقَة كَمَا سَيَأْتِي الْكَلَام على ذَلِك وَقَالَ أهل التَّأْوِيل من أهل الْحق وَأَصْحَاب الْمذَاهب من الْفُقَهَاء والمفسرين إِن الْآيَات المشعرة بالمعية الذاتية مصروفة

1 / 97