فلا ينبغي له أن يحدثهم بدقائق العقيدة، التي لم يوجبها الشرع، ولا بتفصيلات الفقه، وخلافات العلماء .. فهذا كله مما لا حاجة لهم فيه إلا نادرًا.
ولا ينبغي له أن يكثر عليهم من ذكر أعداء الله وما يمكرون، فإن في ذلك تخويفًا لهم، أو إشغالهم عن الأصل والأهم - وهو التعليم والتربية، وإزالة الجهل، وتقوية الإيمان -، ويصرفهم عن ما ينفعهم، ويشغلهم بما لا ينفعهم.
فإن مِثْل هذا، لا يكون في مقام الدعوة، وإنما له مقام آخر.
وليس من الدعوة في شيء، مخاطبة الناس بما لا يعنيهم، كالكلام عن مشكلات مشرقية في ديار مغربية، أو الكلام عن سلطان بعيد، لا تعني حاله المخاطبين من قريب أو بعيد.
كما يجب أن يخاطب المدعوين بلغة يفهمونها، وأسلوب يعونه ..
فعن عائشة ﵂ قالت: «كان رسول الله ﷺ يُحدث حديثًا لو عده العاد لأحصاه». (١)
وعن أنس: «كان رسول الله ﷺ إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثًا، حتى تفهم عنه». (٢)
وأما ما يفعله بعض العلماء والدعاة بلغة عالية، وأسلوب معقد، حتى غدا أحدهم يكتب لأجل الكتابة، ويخطب لأجل الخطبة، سواء فهم القارئ أو السامع، أو لم يفهم.