الجمعة والجماعة خلف الأئمة الذين فيهم بدعة أو فجور، ويرى ذلك من الورع ... " (١)
إن هذا التأصيل والتمثيل من قِبَل هذا الإمام الهُمام ..، ليكفي لكل ذي بصيرة عن إلقاء محاضرات، أو تسطير مجلدات.
إن غياب هذا الفقه - فقه المصالح والمفاسد- عند بعض الدعاة والناشئة، جعلهم يفعلون أمورًا فيجلبون بها مفاسد .. ويُفَوِّتونَ مصالح .. وهم يظنون أنهم يحسنون صنعًا.
فكم من مصلحة فاتت، او مفسدة أُحدثت باسم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو باسم الإنكار على أهل البدع.
انظر -يا رعاك الله- إلى الذين كانوا يقتلون السُّيَّاح، وإلى غيرهم ممن يؤذي المسلمين والمسلمات والمعاهدين باسم الأمر بالمعروف أو النهي عن المنكر أو الجهاد - كما زعموا - انظر كم سببوا من مفاسد، وكم فَوَّتوا من مصالح، وحسبك من مفسدة كبرى، تشويه سمعة الإسلام والمسلمين، وحسبك من تفويت مصلحة كبرى، وهي تقدم الدعوة إلى الله.
وانظر -يا رعاك الله- إلى حكمة النبي ﷺ حين امتنع من قتل رأس المنافقين ابن أبي بن سلول، لتحقيق مصلحة سمعة الدعوة، إذ لما طلب عمر منه قتله، قال ﷺ: «دعه، لا يتحدث الناس أن محمدًا يقتل أصحابه» (٢).