194

Approach to Da'wah in Light of Contemporary Reality

منهج الدعوة في ضوء الواقع المعاصر

Mai Buga Littafi

جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Nau'ikan

وأصرح من هذا أن الوكالة على العباد ليست من شأن الدعاة قال تعالى: ﴿وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ ..﴾ الآية [الأنعام: ١٠٧]
وقال: ﴿إِنّآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنّاسِ بِالْحَقّ فَمَنِ اهْتَدَىَ فَلِنَفْسِهِ وَمَن ضَلّ فَإنّمَا يَضِلّ عَلَيْهَا وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ﴾ [الزمر: ٤١]
بل أشد من هذا: أن رد الله تعالى أمر الوكالة لنفسه، فقال سبحانه: ﴿إِنّمَآ أَنتَ نَذِيرٌ وَاللهُ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ وَكِيلٌ﴾ [هود: ١٢]
وقال سبحانه: ﴿فَإِنّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ﴾ [الرعد: ٤٠]
أي: أن مرجعَ الحكم، ومآلَ الفصلِ يرجع إلى الله تعالى.
فالرسل والأنبياء والدعاة من بعدهم لم يُوكَّلوا على الناس، وإنما وُكِّلوا على دعوة الناس، وفرق كبير بين الأمرين.
قال تعالى: ﴿وَالّذِينَ اتّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ اللهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ﴾ [الشورى: ٦]
وقال تعالى: ﴿إِنّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَىَ بِرَبّكَ وَكِيلًا﴾ [الإسراء: ٦٥]
وحدود الدعوة: لا تتجاوز البشارة والنذارة، وما تتضمن من بلاغ وتعليم، وقد حصرها سبحانه في هذا.
فقال تعالى محددًا مهمة الرسل في الدعوة: ﴿إِنْ أَنَا إِلاّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ [الأعراف: ١٨٨]
وقال سبحانه: ﴿وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاّ مُبَشّرًا وَنَذِيرًا﴾ [الإسراء: ١٠٥/الفرقان: ٥٦]

1 / 196