162

Approach to Da'wah in Light of Contemporary Reality

منهج الدعوة في ضوء الواقع المعاصر

Mai Buga Littafi

جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Nau'ikan

وقال تعالى: ﴿إِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِى سَبِيلِ اللهِ وَالّذِينَ آوَوا وّنَصَرُوَا أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ وَالّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا﴾ [الأنفال: ٧٢]
فكل هذه الأحكام تقديرًا لظروفهم الخاصة.
ففي صحيح البخاري أن أبا ذر لما أسلم أمره رسول الله ﷺ أن يرجع إلى قومه فقال له: «ارجع إلى قومك فأخبرهم حتى يأتيك أمري». (١)
أي: أمره رسول الله ﷺ أن يمكث في أهله، ولا يهاجر الآن، حتى ينتصر الرسول ﷺ ويتمكّن في الأرض.
وذلك تقديرًا لظرفه الخاص، إذ لم يكن أبو ذر من أهل مكة، ولم يكن له ناصر منهم، فيؤذونه أذى كبيرًا، فطلب منه رسول الله ﷺ ذلك.
كما لا يجوز للداعية، إغفال منازل الناس، ومقاماتهم الخاصة، وعليه مراعاتها، وفي الأثر عن عائشة ﵂: «أنزلوا الناس منازلهم» (٢).
وقال ﷺ: «أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا الحدود» (٣).

(١) رواه البخاري (٣٨٦١). ومسلم (٢٤٧٤).
(٢) ذكره مسلم في المقدمة (١/ ١٧٠) فقال: وقد ذكر عن عائشة ﵂ أنها قالت: أمرنا رسول الله ﷺ أن ننزل الناس منازلهم، وأخرجه أبو داود (٤٨٤٢) وهو ضعيف، فيه انقطاع بين ميمون وعائشة وفيه علل أخرى، وأخرجه ابن عساكر (٤٢/ ٥٢٢) عن علي، وفيه الأصبغ بن نباته متهم بالكذب، فلعله من قول عائشة رفعه من رفعه خطأً لضعفه في الحفظ.
(٣) صحيح لغيره، أخرجه أبو داود (٤٣٧٥) وأحمد (٦/ ١٨١) والبيهقي في السنن (٨/ ٣٣٤) من طرق يرتقي بها إلى درجة الصحة لغيره.

1 / 164