وعن عائشة ﵂ قالت: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إن المؤمن ليدرك بحُسْنِ خُلُقِهِ درجة الصائم القائم» (١).
الصفة السابعة: حسن التصرف، وحكمة الجواب، والإعراض عن الجاهلين:
من البدهي أن يتعرض الداعية لمواقف صعبة، ولإحراجات كثيرة، فالناس تتنوع مشاربهم، وتختلف مقاصدهم، وتتفاوت أساليبهم .. فمنهم من يطلب الحق ويتجاوز في الأسلوب .. ومنهم من لا يحسن السؤال والخطاب .. ومنهم من يتعنت .. ومنهم من يترصد الألفاظ .. ويُحَمِّلُها مالا تحتمل.
ومنهم من يتعمد الإحراج، ويُبيِّتُ السوء .. لتشويه سمعة الداعي، وقذفه بالتهم، لإرباك دعوته، وإشغاله عنها، حسدًا وبغيًا.
وقد كان ذلك في عهد رسول الله ﷺ ويكون في كل عهد، ومع كل داعية.
أمثلة مما حدث مع رسول الله من هذه المواقف:
حكم رسول الله ﷺ بين ابن عمته الزبير ورجل، فكان الحُكْمُ لصالح الزبير .. فقال الرجل: أن كان ابن عمتك. (٢) أي: أحكمت له، لأنه ابن عمتك .. نعوذ بالله من سوء الظن، فما كان من النبي ﷺ إلا أن شدد في الحكم، وأعرض عن التهمة.
(١) حديث صحيح أخرجه أبو داود (٤٧٩٨).
(٢) رواه البخاري (٢٣٥٩، ٢٣٦٠، ٢٧٠٨)، ومسلم (٢٣٥٧).