127

Approach to Da'wah in Light of Contemporary Reality

منهج الدعوة في ضوء الواقع المعاصر

Mai Buga Littafi

جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Nau'ikan

وللآية تفسيران جميلان: الأول: أن شخصية النبي ﷺ تتصف بالخلق العظيم.
والثاني: أن ما عليه النبي ﷺ من شريعة ومنهج، ومعاملات ومسلك، هو خلق عظيم.
قال ابن عباس: ﴿وَإِنّكَ لَعَلَىَ خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ إنك على دين عظيم وهو الإسلام، وكذلك قال مجاهد وأبو مالك والسدي والربيع، وكذا قال الضحاك وابن زيد. (١)
وقال تعالى: ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ﴾. [الأعراف: ١٩٩]
وقال سبحانه: ﴿الّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السّرّآءِ وَالضّرّآءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النّاسِ وَاللهُ يُحِبّ الْمُحْسِنِينَ﴾. [آل عمران: ١٣٤]
وعن أنس ﵁ قال: «كان رسول الله ﷺ أحسن الناس خلقًا» (٢).
وسُئلت عائشة عن خلق رسول الله ﷺ فقالت: «كان خلقه القرآن». (٣)
قال العلماء معنى هذا: أن النبي ﷺ كان يتأسى بالقرآن، فما من خُلق أُمر به في القرآن إلا فعله، وما من خلق نُهي عنه إلا انتهى عنه. (٤)

(١) تفسير القرآن العظيم، لابن كثير (٤/ ٤٢٩).
(٢) رواه البخاري (٦٢٠٣)، ومسلم (٦٥٩، ٢١٥٠).
(٣) رواه أحمد (٦/ ١٦٣)، وصححه الحاكم (٢/ ٤٩٩)، ووافقه الذهبي.
(٤) تفسير القرآن العظيم لابن كثير (٤/ ٤٢٩).

1 / 129