كأَنّ يَدَيْهَا حين تَجْرِ ضُفُورُهَا ... طَرِيدَانِ والرِّجْلانِ طَالِبتَا وِتْرِ
وهذا حسنٌ.
ولحُكَيم بن مُعَيّة:
إِذا عَلَون أَرْبعًا بأَربعِ ... في جَعْجَعٍ مَوْصِيَّةٍ بجَعْجَع
أَنَنَّ تَأْنَانَ النُّفوسِ الرُّجَّعِ
يَصِف إِبِلًا، والأَربَعُ، أَراد أَربعةَ أَوْظِفَةٍ، مع أَرْبَعِ أَذْرُع، وكأَنّه أَنَّثَه على الكُرَاع، وإذا بَرَكْن أَننَّ.
وأَنشد الزُّبَير:
بأَخْفافها يُبْعِدْن كُلَّ مُقرَّبٍ ... ويدْنو عليها الشَّاحِطُ المتَباعِدُ
تَكونُ على أَكْوَارِها هَجْعَةُ السُّرى ... وأَذْرُعُها عند الصَّبَاح وَسائدُ
ولعليّ بن الجَهْم:
وأَخو فَلاةٍ سَهْوَقٍ وَسَقَتْ له ... خُنُفٌ نَوَاحِلُ كالقِسِيِّ ذَوَابِلُ
أَو كالإِرانِ تَضاءَلَتْ أَنْقاضُه ... وكذاكَ ظَاهِرُ آلِهَا مُتضائِلَ
أو كالقِدَاحِ أَجَالَهَا ذُو ميْعةٍ ... جَذْلانُ من نُجَباءِ قارَةَ نابِلُ
أَفْنَى ثَمَائِلَها الوَجِيفُ وسائِقٌ ... غَرِدٌ يُمَاطِلُها النَّدَى وتُمَاطِلُ
يَقِصُ الإِكامَ بها مَشِيقٌ عَيْطلٌ ... مُتَخدِّدُ الخَدَّينِ أَقْلَحُ بَاسِلُ
يَتْلو شَوارِدَها على عِلاَّتِه ... مَرِحًا كما يَتْلُو السِّنانَ العامِلُ
فإِذا اسْترَابَ بَرَبْوة أَو رَهْوَةٍ ... فلهنَّ عنه تَجانُفٌ وتَزَايُلُ
وله علَى أَثْباجِهنّ مَيَاسِمٌ ... شُخُبٌ كأَفواهِ الضَّبابِ سَوَائِلُ
وله أَيضًا:
بخَيْفانةٍ كالقَصْر وَجْنَاءَ حُرَّةٍ ... نمَتْهَا من النُّوقِ الهِجَانِ الخَوَانِفُ
مُذَكَّرَةٍ خَرْقاءَ مُضْبَرَةِ القَرَا ... يَفُوتُ يَدَ العادِيّ منها المشَارِفُ
كأَنّى ورَحْلي فوق أَحْقَبَ لاحَهُ ... طِرَادُ جِيَادٍ وَقْعُهَا مُتَرَاصِفُ
وللعبّاسيّ:
وشِمِلَّةٍ عَيْرَانةٍ تَطَأُ الوَجَى ... مُرْتاعةِ الحَرَكات جَلْسٍ عَيْطَلِ
تَرْنُو بناظِرَةٍ كأَنَّ حَجَاجَها ... وَقْبٌ أَنافَ بشاهِقٍ لم يُحْلَلِ
وكأَنَّ مَسْقَطَها إِذا ما عَرَّسَتْ ... آثارُ مَسْقَطِ ساجِدٍ مُتَبتِّلِ
وكأَنّ آثَارَ النُّسُوعِ بدَفِّها ... مَسْرَى الأَسَاوِدِ في هَيَامٍ أَهْيَلِ
وتَسُدُّ حَاذَيْهَا بجَثْلٍ كاملٍ ... كعَسيبِ نَخْلٍ خُوصُه لم يُنْحَلِ
وكأَنَّها عَدْوًا قَطَاةٌ صَبَّحَتْ ... شِرَعَ المِيَاهِ وهَمُّهَا في المَنْزِلِ
وغَدَتْ كجُلْمُودِ القِذَافٍ يُقِلُّهَا ... وَافٍ كمِثْلِ الطَّيْلسَانِ المُخْملِ
وله أيضًا:
لنا إِبِلٌ مِلءَ الفَضَاءِ كأَنَّما ... حَمَلْنَ التِّلاعَ الحُوَّ فوقَ الحَوَارِكِ
ولكنْ إِذا اغْتَرَّ الزَّمَانُ تَرَوَّحَتْ ... فجَارَتْ عليه بالعُرُوقِ السَّوَافِكِ
وله أيضًا:
لنا إِبلٌ ما وَفَّرَتْهَا دِماؤُنَا ... ولا ذَعَرتْهَا في الصَّبَاح الصَّوائِحُ
تَقسَّمهنّ الحَقُّ إلاَّ بَقِيَّةً ... تُرَدُّ عليه حِينَ تُخْشَى الجَوائِحُ
إِذا غَدَرتْ أَلْبَانُهَا بضُيوفِنا ... وَفَتْ بالقِرَى حِيْرانُها والصَّفائحُ
وقَيَّدَها بالنَّصْل خِرْقٌ كأَنّه ... إِذَا جَدَّ لولا ما جَنَى السَّيْفُ مَازِحُ
كأَنّ أَكُفَّ القَومِ في جَفَناتِه ... قَطًا لم يُنفِّرْهُ عن الماءِ سارِحُ
وله أيضًا:
ومَهْلَكَةٍ لاَمِعٍ آلُهَا ... قَطَعْتُ بحَرْفٍ أَمُونِ الخُطَا
لهَا ذَنَبٌ مثْلُ خُوصِ العَسيبِ ... وأَرْبَعَةٌ تَرْتَمِي بالحَصَا
بَنَاهَا الرَّبِيعُ بِنَاءَ الكثي ... بِ سَاقَتْ إِليه الرِّيَاحُ النَّقَا
1 / 68