فكأَنَّهُ إِيماضُ بَارِقةٍ ... سِيقَتْ إِلى ظَمْآنَ تَنْقَعُهُ
وإِذا غلاَ في الجَرْيِ مَنْصلِتًا ... خَفِيَتْ على الأَبْصارِ أَرْبَعُهُ
أَخذَ هذا المعنَى من خَلَفٍ الأَحمرَ يَصف ثَوْرًا وَحْشِيًّا:
وكأَنَّمَأ جهدَتْ أَلِيَّتُهُ ... ألاَّ يَمَسَّ الأَرْضَ أَرْبَعُهُ
وأخذه خَلَفٌ من الأَعشَى في صِفة ناقة:
بجُلاَلةٍ أُجُدٍ مُدَاخَلَةٍ ... ما إِنْ تكادُ خِفافُها تَقَعُ
ولابن المعتز:
وكَمْ حَضَرَ الهيجاءَ بي ناصِعُ الشَّظَى ... تَكَامَلَ في أَسْنَانِه فَهْوَ قَارِحُ
له عُنُقٌ يَغْتَالُ طُولَ عِنَانهِ ... وصَدْرٌ إِذَا أَعْطَيْتَه الجَرْيَ سابِحُ
إِذا مَالَ في أَعْطَافِه قُلْتَ شارِبٌ ... غَدَاهُ بتَصْرِيف المُدَامَةِ سانِحُ
وقلتُ:
ورُبَّ لَيْلِ جُبْتُهُ غِبَّ سُرًى ... بمُشْرِف الكاهِلِ مَلْمُومِ الكَفَلْ
نِسْبَتُهُ لأَعْوَجٍ ولاحِقٍ ... فهو رَبِيطٌ مِن رِبَاطٍ مُنْتَحَلْ
نَهْدٍ جَمُومِ الشَّدِّ فِيه لِقْوَةٌ ... تَنْقَضُّ يَوْمَ الدَّجْنِ خَوْفًا ووَهَلْ
تَرَاه في إِقباله طَوْدًا وفي ... إِدبارِه سَيْلًا وعَرْضًا مُعْتَدِلْ
ذِي غُرَّة كالصُّبْح في داجِيَةٍ ... من الظَّلام أَظْلَمَتْ منه السُّبُلْ
وأَربَعٍ تُخْجِلُ عنْدَ جَرْيِهِ ... رِيحَ القَبُولِ والجَنُوبِ والشَّمَلْ
ولمحمد بن الحسن بن دُرَيدٍ:
ومُشْرِفُ الأَقطارِ خاظٍ نحْضُهُ ... حابِي القُصَيْرَى جُرْشُعٌ عَرْدُ النَّسَا
قَرِيبُ ما بَيْن القَطَاةِ والقَرَا ... بَعِيدُ ما بَيْنَ القَذَالِ والصَّلاَ
سَامِي التَّلِيلِ في دَسِيعٍ مُفْعَمٍ ... رَحْبُ الذِّراعِ في أَمِينَاتِ العُجَا
رُكِّبْنَ في حَوَاشِبٍ مُكْتَنَّةٍ ... إلى نُسُورٍ مِثْلِ مَلْفوظِ النَّوَى
يُدِيرُ إِعْلِيطَيْنِ في مَلْمُومةٍ ... إلى لَمُوحَيْنِ بأَلْحاظِ الَّلأَى
مُدَاخَلُ الخَلْقِ رَحِيبٌ شَجْرُهُ ... مُخْلَولِقُ الصَّهْوَةِ مَمْسُودٌ وَأَى
لا صَكَكٌ يَشِينُه ولا فَجَا ... ولا دَخِيسٌ وَاهِنٌ ولا شَظَا
يَجْرِي فتَكْبُو الرَِّيحُ في غَايَاتِهِ ... حَسْرَى تَلُوذُ بجَرَاثِيمِ الِسَّحَا
إِذا اجْتَهَدْتَ نَظَرًا في إِثرِهِ ... قُلْتَ سَنًا أَوْمَض أَو بَرْقٌ خَفَا
كأَنّما الجَوزَاءُ في أَرساغِه ... والنَّجْمُ في جَبْهَتِه إِذا بَدَا
وقُلْتُ في مقصورةٍ عَملتُهَا في هذا الوَزْن:
وقارحٍ سَمْحِ القِيَادِ سابحٍ ... عارِي النَّسَا عالِي الشَّوَى عَبْلِ الشَّوَى
ظَلَّلَه هادٍ وأَوْفَى حارِكٌ ... وانْجَدَلَ المَتْنَانِ واشْتَدَّ القَرَا
تَقُول إِن أَقْبَلَ عَيْرُ عَانَةٍ ... مُرْتَقِيًا على يَفَاعٍ قَدْ عَلاَ
وهْوَ أَكبُّ إِنْ مَضَى مُوَلِّيًا ... حتَّى إِذا اسْتَعْرَضْتَه قلْتَ اسْتَوَى
نَهْدٌ عَرِيضُ الجَنْبِ فَعْمٌ أَضَمرَ ال ... طِّرَادُ والكَرُّ حَشَاهُ فانْطَوَى
مُحَجَّلُ الأَرْبَع زِينَ وَجْهُهُ ... بغُرَّةٍ مِثْلِ صَبَاحِ في دُجَى
ذو مَيْعَةٍ يكَادُ في إِحضَارِه ... يَخْفَى على ناظِرِهِ فلا يُرَى
إِنْ عَصَفَت من الرِّياح أَرْبَعٌ ... حَسِبْتَها أَرْبَعَهُ إِذا جَرَى
يَهْوِى هُوِيَّ النَّجْمِ في انْقِضَاضِهِ ... أَوْ أَجْدَلٍ مِن حالِقٍ قد انْصَمَى
1 / 61