ودُرُوعُنَا قَدْ أُخْفِيَتْ مِن خَلْفِنَا ... وجنَابُنَا وُرْقُ المَرَاكِلِ تُجنَبُ
من كُلّ مَمْسُودِ السَّرَاةِ مُقَلِّصٍ ... قدْ شَفَّهُ طُولُ القِيَادِ المُتْعِبُ
وطِمِرَّةٍ كالسِّيد خاظٍ لَحْمُها ... مَجْدُولَةٍ جَدْلَ العِنَانِ تقَرَّبُ
وَلَّوْا وقَدْ شَرِبُوا بكأَْسٍ مُرَّةٍ ... فِيها المُثَمَّلُ ناقِعًا فلْيَشْرَبُوا
وقال سَهْمٌ الأَسَدِيُّ وحُمِلَ على بِشر بن أَبي خازِمٍ:
فَسائِلْ عَامِرًا وبنِي تَميمٍ ... إِذَا العِقْبَانُ طَارَتْ للْقِرَاعِ
بكُلِّ مُجَرِّبٍ كاللَّيْثِ يَسْمُو ... إلى أَقْرَانِه عَبْلَ الذِّراعِ
فصَبَّحْنَ الجِفَار يُثِرْنَ نَقْعًا ... بكلِّ قَرَارَةٍ وبكلِّ قاعِ
كأَنَّ سَنَا قَوَانِسهمْ ضِرَامٌ ... مَرَتْهُ الرِّيحُ في أَعْلَى يَفَاعِ
وكمْ غادَرْنَ مِنْ كابٍ صَريعٍ ... تُطِيفُ بشِلْوِه عُرْجُ الضَّبَاعِ
وكمْ مِنْ مُرْضِعٍ قد غادَرُوهَا ... لَهِيفَ القَلْبِ كاشِفةَ القِنَاعِ
ومِنْ أُخْرَى مُثَبَّرةٍ تُنادِي ... لَقَدْ خَلَّيتُمونَا للضَّيَاعِ
وقال نابغةُ بني ذُبْيَانَ يَمُنُّ على عُيَينَةَ بنِ حِصْنٍ ببَلاءِ بني أَسَدٍ يومَ النِّسَار ويوْم الجِفَار فقال:
أَلِكْنِي يا عُيَيْنُ إِليك قَوْلًا ... ستَحْمِلُه الرُّوَاةُ إِليْك عَنّي
إِذا حَاوَلْتَ في أَسَدٍ فُجورًا ... فإِنّي لَسْتُ منكَ ولَسْتَ منّي
هُمُ دِرْعِي التِي اسْتَلأَمْتُ فيها ... إِلى يَوْمِ النِّسَارِ وهُمْ مجَنِّي
وهُمْ وَرَدُوا الجِفَارَ على تَمِيمٍ ... وهُمْ أَصحابُ يَوْمِ عُكاظَ إنّي
شَهِدْتُ لَهُمْ مَوَاطِنَ صادِقَاتٍ ... أَتيْتُهُمُ بنُصْحِ الصَّدْرِ منّي
يَومُ ذَاتِ الحَنَاظِل
وهو يومٌ لبني تميمٍ على بني أَسَدٍ وفيه مقتَلُ مَعْقِل بن عامرٍ الأَسديّ أَخي حَضْرمِيّ بن عامرٍ.
وبَعْدَ يَوْمِ الجِفَار أَغار عَمْرُو بنُ أُبَيْرٍ، في بني كَعْب بن سَعْدِ بن زَيْد مَناةَ بن تميمٍ على بني أَسدٍ، فصَادَفَهم بذاتِ الحَناظِل، فاقتتَلوا قِتَالًا شَدِيدًا، فقَتَلَ عَمْرُو بن أُبَير مَعْقِلَ بنَ عامرٍ، وانهزمَتْ بنو أَسدٍ وقُتِلَ منهم نَفرٌ، وأَصابتْ تميمُ سَبْيًا ونَعَمًا، فقالَت أُختُ مَعْقِل تَرْثيه:
أَلا إِنَّ خِرَ الناس أَصبح ثاوِيًا ... قَتِيلُ بَنِي سَعْدٍ بذَاتِ الحَناظِلِ
صَبَرْتَ على حَدِّ الرِّمَاحِ كأَنّهَا ... غَدَاةَ تَوَالَى فيك وَسْمِيُّ وَابِلِ
فإِنْ تَكُن الغاراتُ أَرْدَيْنَ مَعْقِلًا ... وأَصبَح رَهْنَ القَاعِ بَيْنَ الأَعَاوِلَ
فمَا كانَ وَقّافًا إِذَا الخًيْلُ أَحْجَمَتْ ... ولا طائشًا نِكْسًا غَدَاةَ المَنَاضِلِ
وقد كَانَ مِغْيَارًا على كُلِّ حُرّةٍ ... وفارِسَ أَفْرَاسٍ وكَهْفَ أَرَامِلِ
وقال عَمْرو بنِ أُبِيرٍ في ذلِك:
بنِي أَسَدٍ إِنَّا تَركْنَا سَرَاتَكمْ ... غَدَاةَ التقَيْنا حَوْلَها الطَّيْرُ تَحْجِلُ
ونحنُ طَعنّا مَعْقِلًا فكأَنّما ... هَوى مِن طَمَارٍ يَوْم ذلكَ مَعْقِلُ
فظَلَّ مُكِبًّا والكَتِيبةُ حَولَه ... يَمُجُّ دَمًا مِنْهُ نِيَاطٌ وأَبْجَلُ
يومُ خَوٍّ
لبني تَغلِبَ على بني فَزَارة، وفيه أُسِرَ حُذَيفةُ.
1 / 25