2 اوه الظن بالمسلمين ، وورع المريد الصادق ينشأ من النور الذى فى قلبه وكان يقول : والله ما رأيت المريد إلا فى دفع همته عن ما بأيدى الخلق . قال : ولقد رأيت يوما كلبا وأنا مريد ومعى شىء من الخبز فوضعته بين يديه فلم يلتفت إليه ، فإذا بقائل يقول لى في سرى : أف المن يكون الكلب أزهد منه !11.
اوكان يقول : إياكم آيها المريدون أن تقعوا فى حق أحد من أقران اشيخكم ، فإن لحوم الاولياء سم ولو لم يأخذوكم ، ولاياكم ثم إياكم من الإستهانة بغيبة أحد إذا لم تبلغه تلك الغيبة ، بل خافوا منها أكثر مما 91مم تخافون إذا بلغه فإن وليه الله حينئذ ومن شانه آن لا ينظر الى زلاته السابقة قبل دخوله فى الطريق ويقول فى نفسه : بعيد على مثلى أن يفتح عليه ويصير صالحا فان ذلك امن أكبر القواطع ، ومن أعون الامور لابليس .
ووكان سيدى آبو العباس المرسى رحمه الله يقول : لا ينبغى للمريد أن اينظر إلى زلاته السابقة ويقنط من حصول الفتح ، فإن كثيرا من أهل الطريق تقدم لهم زلات ثم تابوا وصاروا من الاولياء وكان يقول : من أتى الطريق بانكسار خاطر كان آسرع فتحا من ه أتاها وهو قائم الصدر بما تقدم له من الطاعات ، ولذلك بدأ الامام القشيرى في ذكره رجال القوم الجامعين بين الحقيقة والشريعة بالفضيل ابان عياض وإبراهيم بن أدهم لكونهما كان تقدم لهما زمن قطيعة ، فلما أقبلا على الله أقبل الله عليهما ، فبدأ بهما رحمه الله تنشيطا وتقربة لرجا المريدين الذين تقدمت لهم الزلات والقطيعات.
Shafi da ba'a sani ba