قبل أن نجيب على هذا السؤال، يجب أن نعرف ما هو الدمع، ويجب أن يكون البحث علميا؛ لنثبت فوق كل ريب الحقيقة في الموضوع، ونظهر فوق كل ريب ما قد ينطوي عليه من وهم وسخافة.
جاء في القاموس: الدمع ماء العين من حزن أو سرور، ولكن التعريفات العلمية تجيء ناقصة في قواميسنا العربية.
لذلك نلجأ إلى قواميس الإفرنج، فهاك ما جاء في القاموس الإنكليزي: الدمع هو الماء المالح الذي تفرزه الغدد الخاصة به؛ ليرطب سطح العين ويغسلها مما يغشيها من ذرات الغبار، وهو يجري من قبائل الرأس (القاموس العربي)، ثم يمر في مسايل الأنف (القاموس الإنكليزي) ويمتزج بمفرزاته المخاطية، إما في أوقات التهيج أو الابتهاج - في السعال الشديد مثلا أو الضحك - فتتقلص أعصاب العين فيسيل الدمع على الوجنتين.
من هذا التحديد يتضح أن الدمع: (1)
ماء مالح. (2)
غدده في قبائل الرأس. (3)
فائدته أن يبقي العين نظيفة ويرطب سطحها. (4)
يظهر في ساعات السرور الشديد أو الحزن الشديد سائلا فوق الخدود.
الدموع إذن ليست الحزن بعينه، ولا هي دليل الحزن فقط، على أنها حسب اعتقاد الناس، تخفف من الحزن وتفرج الكرب والغم.
وهذا الاعتقاد - وإن تصعب إثباته علميا - ينزله الكثيرون من أهل الأدب والعلم منزلة اليقين فيقولون: إن في البكاء راحة من كرب أو حزن أو مرض، وفيه تنكشف الغموم.
Shafi da ba'a sani ba