ومنهم الجُشم بن رُعين قبيلٌ. ونافع بن شرحبيل بن ذي رعين قبيلٌ، رهط علي بن علي من بني حجيلان بن نافع، وحجر بن ذي رعين منهم. وحارثة بن الحارث بن رعين قبيلا، وذكروا أنه أصيب بابن له يقال له الهيضم بن حجر بن ذي رعين: فاشتد وجده عليه، وقلى من الشراب زمانا. ثم إن بقية ولده لم يزالوا يعزونه عنه ويلهونه عنه إلى أن هيئوا له طعاما وشرابا وسألوه إجابتهم إليه، فقال: حملوه إلى أخيكم ففعلوا، فركب حتى أتى قبره فطعم، فلما نزل الكأس سكنها على قبر الهيضم ثم أنشأ يقول:
أيها الساقي بني ذي حرّف ... ابد بالهيضم ذي العظم الجوى
واسقِهِ كأسا رُواءً إنه ... طال ما أروى النَّدامى وروى
كان فينا ناظرا لغصن له ... روقٌ بادٍ نضيرٌ فَذوى
يقال ذوى العود وزوى لغتان.
ومن ولده عبد كُلال بن مُشوب بن ذي حارث بن عيدان الذي وجّهه حسان ذو مُعَاصر بن تُبع الأوسط على مُقدَّمته إلى طسم باليمامة فأباد طسما وجديسا.
وكُلال اشتقاقه من تكلل النَّسب، ومنه الكلالة، ويمكن أن يكون اشتقاقه من كل كلالا إذا أعيا وسيف كليل، والأكليل معروف. ولعبد كُلال هذا يقول الشاعر، ويقال إنه لغيره:
ألا إنّ خير الناس كلَّهم فهدُ ... وعبدُ كلال خبر سائرهم بَعدُ
وفهدٌ هذا فهد بن عريب بن يليشرح، ويعمر، بن معد حُرث: موضع: وغيدان وهو فعلان من الغيد والغيد النَّعمة نعمة البدن. من ثم ملك عبد كلال بعد حسان ذي مُاعصر، وعمه ضهبان بن ذي حارث، الذي لقي جمع معد بالبيداء والسلان، فأبادهم وسر أشرافهم، بعد أن أثخن القتل فيهم. ومن بني المذل بن ذي رُعين بن يعرب يليشرح الذي ذكره أبو ثور عمرو بن معدي كرب فقال:
ألا عتبت عَلَى اليومَ عُرسي ... لآتيها كما زَعَمت بفَهدِي
وما لأحلاف تابعتي عليه ... ألا وأبيك لا آتيه وحدي
وفيه وفي أخيه عبد كلال بن عريب يقول الشاعر: عبد الله عجلان فارس بن فهد:
وعبد كلال حاز كلّ عظيمة ... سمعت بها في حمير وكفيلها
فأتاه نعيم والحارث ابنا عبد كُلال بن عريب اللذان كتب إليهما رسول الله ﷺ من محمد رسول الله ﷺ إلى الحارث بن عبد كُلال والى نعيم بن عبد كُلال بن ذي رُعين، ومُعافر وهمدان، أما بعد ذلكم فإني أحمد الله إليكم الذي لا إله إلا هو، أما بعد فإنه قد وقع بنا رسولكم متقلبا من أرض اليمن فلقينا بالمدينة فبلغنا ما أرسلتم قتله وأتانا إسلامكم، وقتلكم المشركين، وأن الله قد هداكم بهدايته إن أصلحتم، وأطعتم الله ورسوله، وأقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة، وأعطيتم من المغانم خمس الله وخمس نبيه وصفوته أما بعد فإن رسول الله أرسل إلى زرعة بن ذي يزن أن إذا أتتكم رسلي فاني أوصيكم بهم خيرًا، معاذ بن جبل، وعبد الله بن زيد، ومالك بن عبادة، وعقبة بن نمر، ومالك بن مرة وأصحابه، وأن آجمعوا ما عندكم من الصدقة والجزية من مخاليفكم فتلقوا بها رسلي فان أميرهم معاذ بن جبل فلا يتقَّلبن إلا راضيا.
1 / 71