287

Ansab al-asraf

أنساب الأشراف

Editsa

سهيل زكار ورياض الزركلي

Mai Buga Littafi

دار الفكر

Bugun

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤١٧ هـ - ١٩٩٦ م

Inda aka buga

بيروت

٦٥٢- ثُمَّ غزاة بدر القتال
وبدر ماء كَانَ ليخلد بْن النضر، وَيُقَالُ لرجل من جُهينة. واسم الوادي الَّذِي هُوَ بِهِ يليل [١] . وبين بدر والمدينة ثمانية برد. قَالُوا:
وتحين رَسُول اللَّه ﷺ انصراف العير التي خرج لها إلى ذي العشيرة من الشام، فندب أصحابه لها وقَالَ: هَذِهِ عير قريش قَدْ أقبلت وفيها جلّ أموالهم. وكانت العير ألف بعير. وكان فِي العير أَبُو سفيان بن حرب، ومخرمة ابن نوفل الزُّهْرِيّ، وعمرو بْن العاص وغيرهم من الوجوه. ولم يظنّ رَسُول اللَّه ﷺ أنه يحارب. فذلك قول اللَّه ﵎: «وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ» . وكان خروجه من المدينة يَوْم الأحد لاثنتي عشرة.
ليلة خلت من شهر رمضان سنة اثنتين. وأبطأ عن رَسُول اللَّه ﷺ قوم من أصحابه إذ لم يحسبوا [٢] أنهم يحاربون. وهم أسيد بْن حضير الأوسي، وسعد بْن عبادة، ورافع بْن مالك، وعبد اللَّه بْن أنيس، وكعب بْن مالك، وعباس بْن عبادة بْن نضلة، ويزيد بْن ثعلبة أَبُو عَبْد الرَّحْمَن. ولما رَجَعَ رَسُول اللَّهِ ﷺ إلى المدينة، هنّاه أسيد بنصر اللَّه وإظهاره إياه عَلَى عدوه، واعتذر من تخلفه، وقَالَ: إنَّما ظننتُ أنها العير ولم أظن أنك تحارب. فصدّقه رَسُول اللَّه ﷺ. وَكَانَ خُبيب بْن إساف ذا بأس (و) نجد، ولم يكن أسلم ولكنه خرج منجدًا لقومة من الخزرج طالبا للغنيمة. [فَقَالَ لَهُ رَسُول اللَّه ﷺ: لا يصحبنا إلا من كَانَ عَلَى ديننا.] فأسلم وأبلى.
وعرض رسول الله ﷺ أصحابه حين برز من المدينة، فاستصغر عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن الخطاب، وأسامة بْن زَيْد مولاه، ورافع بْن خديج، والبراء بْن عازب، وأسيد بْن ظهير، وزيد بْن أرقم، وزيد بْن ثابت فلم يجزهم. وردّ عمير بْن أَبِي وقاص، فبكى، فأجازه، / ١٣٦/ فكان سعد ابن أَبِي وقاص أخوه يَقُولُ: لقد عقدتُ حمائل سيفه، وإنما لتقصر، وذلك لصغره. ووجه رَسُول اللَّه ﷺ طَلْحَة بْن عُبَيْد اللَّه، وسعيد بن زيد ابن عمرو يتحسسان خبر قريش والعير. فقد ما المدينة ثم شخصا منها فلقيا

[١] خ: بليل.
[٢] خ: إذا لم يحسنوا.

1 / 288