219

Anmudhaj Jalil

أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة عن غرائب آي التنزيل

Bincike

د. عبد الرحمن بن إبراهيم المطرودى

Mai Buga Littafi

دار عالم الكتب المملكة العربية السعودية

Lambar Fassara

الأولى،١٤١٣ هـ

Shekarar Bugawa

١٩٩١ م

Inda aka buga

الرياض

قلنا: لما وصفها بما هو من صفات من يعقل وهو السجود أجرى عليها حكمه، كأنها عاقلة، وهذا شائع في كلامهم أن يلبس الشيء الشيء من بعض الوجوه فيعطى حكما من أحكامه إظهارا لأثر الملابسة والمقاربة، ونظيره قوله تعالى: (قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا) وقوله تعالى في وصف السماء والأرض: (قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) .
* * *
فإن قيل: كيف قالوا: (يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ) وكانوا عاقلين بالغين وأنبياء أيضا في قول البعض وكيف رضى يعقوب ﵊ بذلك؟
قلنا: على قراءة الياء لا إشكال، لأن يوسف ﵊ كان يومئذ دون البلوغ فلا يحرم عليه اللعب، وعلى قراءة النون نقول كان لعبهم المسابقة والمناضلة ليعودوا أنفسهم الشجاعة لقتال الأعداء
لا للهو، وذلك جائز في الشرع، ويعضد هذا قولهم: (إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ) وإنما سموه لعبا لأنه في صورة اللعب، ويرد على أصل السؤال أن يقال: كيف يتورعون عن اللعب وهم قد فعلوا ما هو أعظم من اللعب وأشد، وهو إلقاء أخيهم في الجب على قصد القتل.
* * *
فإن قيل: كيف اعتذر إليهم يعقوب ﵊ بعذرين أحدهما قوله: (إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ) لأنه كان لا يصبر

1 / 218