كليون :
أتظنين أن عينين مفتوحتين دائما لسكب الدموع يجدان شيئا من اللذة في تنغيص ما لسحرك من سلطان؟ وأن قلبا ينوء به ما يثقله من السأم قد طمع في زفرات من يعذبه؟ انظري، أترين أن هذه الزفرات قد خففت من ألمها؟ وإذن فما هذا الحزن يغمر نفسها؟ لم هذه الكبرياء على الحبيب المعجب؟
هرميون :
وا شقوتاه! لقد أسرفت في الاستماع له، ولم أتكلف الصمت لأخفي عليه أمري، كنت أظن أني أستطيع الصدق في غير خطر، ولم أمنح عيني سلاح الشدة حينا، ولم أستشر حين كنت أتحدث إليه إلا قلبي، ومن هذه التي لم تكن تظهر كما أظهرت خبيئة نفسها بعد هذا القسم العظيم على الحب؟ أكان يراني بالعين التي يراني بها اليوم؟ إنك لتذكرين، لقد كان كل شيء يدفعني إليه: أسرتي وقد ثأر لها، واليونان مبتهجين، وسفننا مثقلة بأسلاب طروادة، وبلاء أبيه قد محاه بلاؤه، وجذوته التي كنت أظنها أشد اضطراما من جذوتي، وقلبي، ثم أنت وقد بهرك مجده، قبل أن يخونني هو خنتموني جميعا، ولكن هذا كثير يا كليون، ومهما يكن بيروس؛ فإن لهرميون قلبا، ولأورست فضلا. هو يعرف كيف يحب على الأقل، بل دون أن يجزى على حبه، ولعله يعرف كيف يغرس حبه في قلبي. هلم، ليأت.
كليون :
سيدتي، ها هو ذا.
هرميون :
آه! لم أكن أقدر أنه قريب إلى هذا الحد.
المنظر الثاني (هرميون - أورست - كليون)
هرميون :
Shafi da ba'a sani ba