ويكشف تركيب هذه الأنشودة عن طابع يمتاز به شعر فرجيل كله; وهو الابتكار الرفيع رغم المحاكاة للنماذج الإغريقية؛ ففي أنشودة ألكسيس هذه يحاكي الشاعر ثيوكريتوس محاكاة تكاد تكون كاملة، إلا أن بها وحدة باطنية خاصة بها وحدها تدل على روح جديدة لا تمت إلى الأصل في شيء.
تلخيص الأنشودة الثانية
أحب كوريدون ألكسيس دون جدوى، فلم يسعه غير التجول خلال الغابات ينشد هذه القصائد الجافة.
واحسرتاه يا ألكسيس، إن ازدراءك سيكون سببا في موتي، انظري كيف أتخبط هنا وهناك أبحث عنك الآن في لظى الظهيرة القائظ، بينما قد هدأ كل شيء. كان من الأفضل أن تقضي على شخص آخر غيري رغم أنك عادلة. لا تثقي كثيرا بالأشكال الخلابة. إنك تحتقرينني، ومع ذلك فأنا راض، فها أنا أستطيع أن أغني، ولو كنت أثق في خيالي في الماء، فإني أرى أن وجهي ليس قبيحا جدا. فإذا كنت تقبلين مشاركتي حياتي الريفية البسيطة، تتعلمين كيف تعزفين على المزمار في قدسية بان، كل تلك الألحان التي كانت أمينتاس تتوق أن تتعلمها فلم تنل مأربها. وستحظين بالمزمار الذي تركه لي دامويتاس العظيم وهو يحتضر، كما ستنالين أيضا ظبيين أليفين أحتفظ بهما لك رغم توسلات ثيستيلس العديدة بأن أعطيهما لها، وستنالهما طالما أنك متكبرة بهذا الوصف.
هلمي، فها هي الحوريات والنياد يقدمن إليك باقات من أجمل الزهور، كما أنني سأجمع لك المختار من الفاكهة. أي كوريدون، إنك أحمق لأنك تأمل أن تفوز بألكسيس من أيولاس بواسطة الهدايا. واأسفاه، ما هذا الشقاء الذي جلبته لنفسي، ومع ذلك، لماذا تتجنبينني يا ألكسيس؟ فبالرغم من أن بالاس تحب المدن، فهناك آلهات أخرى قطنت الأحراش. تتوق كل المخلوقات إلى شيء، وأنا أتوق إليك. صه، إن المساء البارد يأتي ولكن حبي يحترق وتشتعل نيرانه. ما هذا الجنون يا كوريدون؟ لماذا لا تنسى ألكسيس وتشغل نفسك بما ينفعك؟
الأنشودة الثالثة
تقابل الراعيان المتخاصمان مينالكاس ودامويتاس، ودار بينهما هزل مرير اتفقا على إثره أن يمتحنا مهارتهما الشعرية، فلما أعلن كل منهما ما يراهن به، طلبا من بالايمون، وكان مارا في ذلك الوقت، أن يحكم بينهما فقبل أن يمثل دور القاضي.
وكان يسمى مثل هذا الشعر شعر المبادلة، والقاعدة فيه أن يرد المغني الثاني على الأول بأبيات مماثلة في نفس الموضوع، على أن يظهر قوة فائقة في حسن التعبير أو يكتسح ما قاله المغني الأول. ولقد حاكى هوراتيوس هذه الأنشودة في الأغنية التاسعة من كتابه في الأغاني، أما هذه الأنشودة فتحاكي كثيرا القصيدتين الرابعة والخامسة لثيوكريتوس، غير أن هذا النوع من الشعر كان منتشرا جدا في إيطاليا؛ حيث كانت الأغاني الارتجالية المكونة من سكانات جافة إحدى خواص الأعياد القروية.
تلخيص الأنشودة الثالثة
مينالكاس :
Shafi da ba'a sani ba