ومن قال إنني أعرف عباس العقاد كما أراه، وأنا لا أراه على حال واحدة كل يوم؟
هذه هي الصعوبة الأولى، ولا أتحدث عن غيرها من الصعوبات.
ولكني أضربها مثلا واحدا من أمثلة كثيرة، ثم أختصر الطريق، وأنتقل إلى الموضوع من قريب.
إنني لن أتحدث - بطبيعة الحال - عن «عباس العقاد» كما خلقه الله ...
فالله - جل جلاله - هو الأولى بأن يسأل عن ذلك ...
ولن أتحدث - بطبيعة الحال - عن «عباس العقاد» كما يراه الناس، فالناس هم المسئولون عن ذلك ...
ولكن سأتحدث عن عباس العقاد كما أراه.
وعباس العقاد كما أراه - بالاختصار - هو شيء آخر مختلف كل الاختلاف عن الشخص الذي يراه الكثيرون من الأصدقاء أو من الأعداء ... هو شخص أستغربه كل الاستغراب حين أسمعهم يصفونه أو يتحدثون عنه، حتى ليخطر لي في أكثر الأحيان أنهم يتحدثون عن إنسان لم أعرفه قط، ولم ألتق به مرة في مكان.
فأضحك بيني وبين نفسي وأقول: ويل التاريخ من المؤرخين ...
أقول: ويل التاريخ من المؤرخين؛ لأن الناس لا يعرفون من يعيش بينهم في قيد الحياة، ومن يسمعهم ويسمعونه، ويكتب لهم ويقرأونه، فكيف يعرفون من تقدم به الزمن ألف سنة، ولم ينظر إليهم قط، ولم ينظروا إليه؟!
Shafi da ba'a sani ba