ذلك هو الثأر الذي لا يغفر!
وذلك وأمثاله هو الأصل الأصيل في شبهة الكبرياء، أسوقه على هذا النحو الذي لا يشبه الاعتذار، وأفسره بهذا التفسير الذي لا يتضمنه طلب البراءة؛ لأنني أكره الاعتذار عن الحسنات حينما يتفاخر الناس بالسيئات والوصمات، وبحسبي أنني نازل عن حقي في الثناء؛ لما صنعت من جميل لكرامة الأدب والأدباء.
العزلة والانطواء
وعذر آخر للناس - وإن كان لا ذنب لي فيه - أن يذهب بعضهم من النقيض إلى النقيض في فهم رجل يعيش بينهم على قيد الحياة.
عذر هؤلاء أنني مطبوع على العزلة والانطواء على النفس في أحسن الأحوال وأسوئها على السواء.
ولا حيلة لي في ذلك؛ لأن أسبابه عميقة، يرجع بعضها إلى الوراثة، وبعضها إلى الطفولة الباكرة، وبعضها إلى تجارب الدنيا التي لا تنسى.
ورثت حب العزلة من كلا الأبوين.
وعرض لي حادث دون السابعة من عمري أتمثله الآن كأني حضرته منذ يومين، وهو حادث الوباء الذي كان معروفا باسم الهيضة، أو الهواء الأصفر في أسوان.
أقفرت المدينة شيئا فشيئا من سكانها.
مات كثيرون منهم ورحل آخرون، وخلا الشارع الذي أقيم فيه؛ فأغلقت الحكومة أبوابه، ولطختها بالعلامة الحمراء التي معناها أن هذا البيت قد زاره الوباء.
Shafi da ba'a sani ba