بوزيره أبي الفتح ابن العميد فوجدناه يرثيه [٦٥] بعد قتله سنة ٣٦٦ هـ.
ولعّل من آثارها أيضا ما كتبه إلى مسكويه وقد تزوّجت أمّه [٦٦]، فمسكويه هذا كان يخدم أبا الفضل بن العميد وزير ركن الدولة قبل ابنه أبي الفتح [٦٧] .
ثم اتّصل بعد وفاة ركن الدولة البويهيّ، واستيلاء ابنه عضد الدولة على الملك بعده، بالصاحب بن عبّاد في أصبهان، وكان من المعقول أن يتشوّف الصاحب إلى هذه الزيارة وأن يكون وراء هذا التشوّف أكثر من وجه، فمن هذه الوجوه أنه لا بدّ أن يكون قد سمع بأبي بكر وهو في حضرة ركن الدولة، ولا بدّ أن يكون أيضا قد شعر بشيء من عدم الرّضا وهو يراه على صلة بمنافسه أبي الفتح بن العميد [٦٨]، وأن يكون مما يسرّه أن يرى شاعر منافسه في حضرته، هذا إلى أنّ أبابكر قد بلغ من الشهرة- قبل أن يقصد الصاحب- ما يجعل حضرة مثل حضرة الصاحب تفرح بمقدمه، فقد رويت عن أبي بكر أكثر من رواية تدلّ على هذه الشهرة منها ما يدل على سعة حفظه. ويمكن أن نمثّل على سعة الحفظ بما رواه ابن خلّكان، فقد قال: إنه لما ورد حضرة الصاحب قال لأحد حجّابه: «قل للصاحب: على الباب أحد الأدباء وهو يستأذن
_________
[٦٥] تنظر قصيدته في اليتيمة ٤: ٢٢٦- ٢٢٧.
[٦٦] ينظر رسائله: ٢١٣- ٢١٤.
[٦٧] ينظر عن هذه الخدمة- على سبيل المثال- تجارب الأمم ٦: ٢٢٩.
[٦٨] ينظر في أمر هذه المنافسة الوفيات ٥: ١١١
1 / 23