Cututtukan Zuciya da Maganinsu

Ibn Taymiyya d. 728 AH
22

Cututtukan Zuciya da Maganinsu

أمراض القلب وشفاؤها

Mai Buga Littafi

المطبعة السلفية

Lambar Fassara

الثانية

Shekarar Bugawa

١٣٩٩هـ

Inda aka buga

القاهرة

Nau'ikan

Tariqa
لما يَضرهَا وَقد يفترن بِهِ بغضها لما ينفعها والعشق مرض نفساني وَإِذا قوى أثر فِي الْبدن فَصَارَ مَرضا فِي الْجِسْم إِمَّا من أمراض الدِّمَاغ كالماليخوليا وَلذَلِك قيل فِيهِ هُوَ مرض وسواسي شَبيه بالماليخوليا وَإِمَّا من أمراض الْبدن كالضعف والنحول وَنَحْو ذَلِك وَالْمَقْصُود هُنَا مرض الْقلب فَإِنَّهُ أصل محبَّة النَّفس لما يَضرهَا كمريض الْبدن الَّذِي يشتهى مَا يضرّهُ وَإِذا لم يطعم ذَلِك تألم وَإِن أطْعم قوى بِهِ الْمَرَض وَزَاد كَذَلِك العاشق يضرّهُ اتِّصَاله بالمعشوق مُشَاهدَة وملامسة وسماعا بل ويضره التفكر فِيهِ والتخيل لَهُ وَهُوَ يشتهى ذَلِك فَإِن منع من مشتهاه تألم وتعذب وَإِن أعْطى مشتهاه قوى مَرضه وَكَانَ سَببا لزِيَادَة الْأَلَم وَفِي الحَدِيث إِن الله يحمى عَبده الْمُؤمن الدُّنْيَا كَمَا يحمى احدكم مريضه الطَّعَام وَالشرَاب وَفِي مُنَاجَاة مُوسَى المأثروة عَن وهب الَّتِي رَوَاهَا الإِمَام أَحْمد فِي كتاب الزّهْد يَقُول الله تَعَالَى إِنِّي لأذود أوليائي عَن نعيم الدُّنْيَا ورخائها كَمَا يذود الرَّاعِي الشفيق إبِله عَن مراتع الهلكة وَإِنِّي لأجنبهم سكونها وعيشها كَمَا يجنب الرَّاعِي الشفيق إبِله عَن مبارك الْغرَّة وَمَا ذَلِك لهوانهم على وَلَكِن ليستكملوا نصِيبهم من كَرَامَتِي سالما موفرا لم تكَلمه الدُّنْيَا وَلم يطفئه الْهوى وَإِنَّمَا شِفَاء الْمَرِيض بِزَوَال مَرضه بل بِزَوَال ذَلِك الْحبّ المذموم من قلبه وَالنَّاس فِي الْعِشْق على قَوْلَيْنِ قيل إِنَّه من بَاب الإرادات وَهَذَا هُوَ الْمَشْهُور قيل من بَاب التصورات وَإنَّهُ فَسَاد فِي التخييل حَيْثُ يتَصَوَّر المعشوق على غير مَا هُوَ بِهِ قَالَ هَؤُلَاءِ وَلِهَذَا لَا يُوصف الله بالعشق وَلَا أَنه يعشق لِأَنَّهُ منزه عَن ذَلِك وَلَا يحمد من يتخيل فِيهِ خيالا فَاسِدا وَأما الْأَولونَ فَمنهمْ من قَالَ يُوصف بالعشق فَإِنَّهُ الْمحبَّة التَّامَّة وَالله يحب وَيُحب وروى فِي أثر عَن عبد الْوَاحِد بن زيد أَنه قَالَ لَا يزَال عَبدِي يتَقرَّب إِلَى يعشقني وأعشقه وَهَذَا قَول بعض الصُّوفِيَّة وَالْجُمْهُور لَا يطلقون هَذَا اللَّفْظ فِي حق الله لِأَن الْعِشْق هُوَ الْمحبَّة المفرطة الزَّائِدَة على الْحَد الَّذِي يَنْبَغِي وَالله تَعَالَى محبته لَا نِهَايَة لَهَا فَلَيْسَتْ تَنْتَهِي إِلَى حد لَا تنبغي مجاوزته قَالَ هَؤُلَاءِ والعشق مَذْمُوم مُطلقًا لَا يمدح فِي محبَّة اخلالق وَلَا الْمَخْلُوق لِأَنَّهُ الْمحبَّة المفرطة الزَّائِدَة على الْحَد الْمَحْدُود وَأَيْضًا فَإِن لفظ الْعِشْق إِنَّمَا يسْتَعْمل فِي الْعرف فِي محبَّة الْإِنْسَان لامْرَأَة أَو صبي لَا يسْتَعْمل فِي محبَّة كمحبة الْأَهْل وَالْمَال والجاه ومحبة الْأَنْبِيَاء وَالصَّالِحِينَ وَهُوَ مقرون كثيرا بِالْفِعْلِ الْمحرم إِمَّا بمحبة امْرَأَة أَجْنَبِيَّة أَو صبي يقْتَرن بِهِ النّظر

1 / 24