وماذا تنصح لي أن أصنع؟
ابن حيون :
ألا توطئ الأرقم سريرك، وأن تقطع السيف قبل أن يقطعك، وأن تقبض من فورك على ضيفك هذا فتسجنه ولا تطلقه حتى يأمر جنوده بمغادرة الأندلس بره وبحره، ثم يحرس أسطولك البحر من كل سفينة مغربية تجري فيه، فإذا تم لك ذلك أخذت على ابن تاشفين الأقسام ألا يعود إلى الأندلس بعدها أبدا. وخذ منه الرهائن فإن نفس الرجل أعز عليه من ملك الأندلس والمغرب مجتمعين، وله أعداء ببلاده يخشى تحركهم وانتقاضهم، ويخاف أن ينتهزوا الفرصة للاستيلاء على ملكه.
العبادية :
أيها المتكلم المحسن والناصح الصادق، لم يخف علي مكان مشورتك، ولكنها خطة أولها لؤم وآخرها شؤم، فإن الملك أكرم وأعظم من أن يغدر ضيفه أو يخون جاره أو أن يحفر الحفرة لمن أقال عثرته.
الملك (لابن حيون وقد رآه يضطرب) :
لا ترع أيها الرجل الصادق، فقد كنا حين نبئنا بوصولك نخوض في هذا الحديث، وكان رأيي كرأيك أما ابنتي بثينة فلم تكن أبدت رأيها بعد.
بثينة :
مولاي، كلا الصوتين نبرة حق، وصيحة صدق، إلا أنني أميل إلى الأخذ برأي الأديب ابن حيون.
الملك :
Shafi da ba'a sani ba