فالتفت بعضهم إلى بعض، ولم يتكلموا، فأعاد المأمون سؤاله، فسكتوا، ثم قال خلف المصري: لا نقول شيئا يا مولاي حتى تعطينا الأمان من الفضل!
المأمون :
قولوا وأنتم آمنون.
خلف المصري :
إنه والله يا أمير المؤمنين ما صدقك الفضل بن سهل حين حدثك عن بغداد والعراق وإبراهيم بن المهدي، وإن بغداد اليوم تتأجج بفتنة شعواء، فإن لم يتداركها أمير المؤمنين ذهبت بسلطانه.
علي بن هشام :
نعم يا أمير المؤمنين، وإن أمر إبراهيم بن المهدي لفي صعود وإقبال، وقد صار العراقيون في كل مكان يهتفون به وينادونه خليفة المسلمين، وأمير المؤمنين.
علي بن سعيد :
وقد غشك الفضل بن سهل في أمر هرثمة. والله يا أمير المؤمنين ما كذب هرثمة، ولا خانك في أمر ولا ائتمر بك يوم حصار الأمين ببغداد، وما أراد له أن يفر من وجهك وإنما كان كل همه أن يحفظ حياته، وأن يأتي به حيا؛ لأنه يعلم أنك كنت تحب لأخيك الحياة، ولكن الفضل سلط عليه طاهر بن الحسين وهذا سلط عليه صعاليك الجند فذبحوه كما تذبح الشاة، وكان ما كان من لوم الناس وغضب بني العباس.
خلف المصري :
Shafi da ba'a sani ba