47

Amir Umar Tusun

الأمير عمر طوسون: حياته – آثاره – أعماله

Nau'ikan

السودان في الجامعة المصرية!

وآخر ما كان من أفضال سموه على السودان، واهتمامه بتوثيق أواصر المودة بينه وبين مصر؛ عنايته باقتراح إنشاء كرسي للسودان بجامعة فؤاد الأول بمصر. وفي ذلك بدت غيرة سموه في التحمس للفكرة، ودعوة المسئولين في وزارة المعارف العمومية ورجال الجامعة المصرية بالعمل على تحقيق هذا الاقتراح النافع. وقد كتب في ذلك إلى صاحب المعالي وزير المعارف أحمد نجيب الهلالي باشا، كما كتب إلى صاحب العزة الدكتور طه حسين بك، يستحثهما العمل على تنفيذه «خدمة للنهضة العلمية في القطرين الشقيقين وتعزيزا للروابط الثقافية»؛ إذ ليس أنتج للبلدين معا وأعود عليهما بالنفع العميم والخير العظيم من أن تكون هذه الروابط معززة محكمة، كما قال سموه.

ولقد رد الوزير العامل الهلالي باشا على كتاب سموه بقوله: «تلك سنة الأمير الجليل في الاهتمام بكل ما يتصل بالنهضة العلمية في وادي النيل، بما يعود على القطرين الشقيقين بالمصلحة المشتركة والخير العميم.»

وقد ذكر معاليه أنه أبلغ موضوع هذا الاقتراح إلى جامعة فؤاد الأول لدراسته من كل نواحيه، وبما هو جدير به من عظيم الرعاية والتقدير.

كما رد الأستاذ المفكر الدكتور طه حسين بك على سموه بقوله: «ليس في وادي النيل كله إلا من يعرف فضل الأمير الجليل في الاهتمام الحفي بالعلائق بين مصر والسودان. وإن سموكم صاحب السبق في كل ما يتصل بتوثيق الروابط الثقافية بين القطرين الشقيقين، وإنه ليس لأحد مثل ما لكم في ذلك من الآثار العلمية النفيسة، فضلا عن الدعوات والتوجيهات الموفقة في كل مناسبة.» •••

تلك لمحات من أفضال هذا الأمير الوطني الصادق على السودان، وكلها تنطق بالغيرة، وحب الخير، والتضحية بالجهد والمال في سبيل النفع العام. رحمه الله أوسع الرحمات، وأسكنه فسيح الجنات؛ لقاء ما أداه للشرق كله من جليل الخدمات!

الفصل الحادي عشر

صفاته المحببة وديمقراطيته العظيمة

صورة ذات ألوان!

أصدق ما ينطبق على صفات المغفور له الأمير عمر طوسون قول الشاعر الذي يقول:

Shafi da ba'a sani ba