وفي تلك الهنيهة تذكر «الصينية» وما تجمعه من فلوس، فثار واهتاج حتى نسي أن وكيل الوقف يرافقه في هذه الرحلة المشئومة، فنبر قائلا: الأوفق أن نعرقلها ...
فصاح به الوكيل: ما هي يا خوري بطرس؟
فانتبه الخوري وخاف أن يفتضح سره، فقال : ماش. ماش.
6
فضحك الوكيل وقال : لا ماش ولا لاش. أنا سامع يا بونا.
وكان الخوري في هذه الفترة قد استعد على مخرج ينقذه من المضيق الذي حشر فيه، فقال للوكيل: أنت عارف أن ابني إبراهيم طلب مني أن يكون في خدمة المير، وأنا مثل جميع أهل بلادي نطيع الأمير غصبا عنا، وننتظر الساعة التي نتغلب عليه فيها. هذي هي القضية.
وكان الحبيس وراء شجرة فوق الطريق يتفحص أمر القادمين، فعرف أنهما من الغائصين في السياسة الحزبية إلى الأذقان، فأسرع وتوارى في كنيسة مار سمعان، وقال لرفيقه: اصرفهما عنا، ولكن بعد أن تعرف ما يريدان ...
وقعد واضعا أذنه على نافذة صغيرة يلتقط الحديث، ولما انجلت له الغاية، ورآها دينية رعائية
7
خرج إليهم.
Shafi da ba'a sani ba