بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين يقول مولانا الأفضل الأكمل الأورع الزاهد العابد المرابط المجاهد ذو المناقب والفضائل والأيادي والفواضل النقيب الطاهر شرف العترة بقيه نقباء آل أبي طالب في الأقارب والأجانب رضى الدين جمال العارفين ركن الاسلام والمسلمين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد الطاووس العلوي الفاطمي حرس الله مجده المنيف وأطال في عمره الشريف الحمد لله الذي استجارت به الأرواح بلسان الحال اخراجها من العدم فأجارها واستغاثت به في فك أسارها يد الظلم فأطلقها ووهب لها أنوارها ورأت نفوسها عاليه واليه فطلبت رفعها عن الخمول فبلغها مطلوبها وأعلى منارها وسالت مراكب ومطايا لأسفارها فاخرج جواهر الأجسام وجمعها بعد انتشارها وعرفت ان من تمام مسارها ان يمدها بالعقول فأمدها بأسرارها وخافت من عقبات طرقها وأخطارها فجعل لها مسالك إلى (1) السلامة من مهالك ليلها ونهارها ومكنها من المسير (2) على مراكب الأجساد إلى سعادة الدنيا والمعاد حتى نهضت بتمكينه
Shafi 17
مراكز الظهور وقطعت مفاوز البطون وتنزهت عجائب طرقات القرون بعد القرون ورأت من غرائب (1) قدرته جل جلاله في طي مكنون كن فيكون ما صار السفر لها مألوفا وتركه موتا وقطعه مخوفا واشهد ان لا إله إلا هو شهادة جاءت أمانا لها من العطب ومبشرة بحسن المنقلب واشهد ان جدي محمدا (ص) الكاشف من أنوارها احتجب والمظهر من شموس أنوارها ما غرب واغترب واشهد ان نوابه فيما بلغ إليه من أعلى الرتب يجب ان يكونوا من الحماة الكماة الذين لا تذل شجاعتهم كثره نهب أو سلب ولا يفسد مروءتهم وحمايتهم من اطمعهم بذل أو وهب وأن يكون طالع بدايتهم وولادتهم سعود من غلب وظفر بنجاح الطلب وعرف طرق الاقبال الانشاء في الاباء مع الأنبياء من غير تعب ولا نصب وسلم من العمى بعباده حجر أو خشب وبعد فإنني وجدت الانسان مسافرا مذ خرج من العدم (2) إلى الوجود في ظهور الاباء والجدود، وبطون الأمهات الحافظات للودائع والعهود ووجدت جل جلاله قد تولى سلاحه من حفظه من النقم التي جرت من سلف من الأمم وعامله بالكرم والنعم حتى أوجب من العبودية بما بلغه من المقامات الدنيوية والدينية أن تكون حركاته وسكناته وأسفاره واختياره كلها بحسب الإرادة الإلهية وانه قد سيره الوفا من السنين وشهور الدهور في سفر السلامة من المحذور وعلى مطايا النجاة من فتك شر ذوي الشرور وأطلقه في الاسفار دار القرار وجعل له قائدا وسائقا من المواعظ الهاوية لذوي البصائر والابصار وعلم جل جلاله اتكاله على مجرد قدرة العبد وضعف اختياره يقتضى تكرار عثاره فبعث له على لسان الأنبياء والأوصياء دروع الدعوات وحصون الصدقات ما يكون أمانا من المخافات في
Shafi 18
الطرقات وقد رأيت أن أصنف كتابا مفردا يحتاج الانسان في أسفاره ويأخذ منه بالله جل جلاله أمانا من عثاره وأكداره وأسميه كتاب الأمان من اخطار الاسفار والأزمان واجعله أبوابا وكل باب يشتمل على فصول أذكر فيها ما يتهيأ ذكره من المنقول وما يفتحه جل جلاله من مواهب المعقول وربما لا نذكر الأسانيد ولا جميع الكتب التي نروي منها ما نختاره ونعتمد لأن المراد من هذا الكتاب الاختصار ومجرد العمل يقتصر عليه إن شاء الله تعالى فصل وإذا كان أجده من الدعوات المنقولات مختصرا عما يحتاج إليه الانسان في المهمات في شئ مما يحتوي عليه هذا الكتاب أولم أجد دعاء لبعض الأسباب فانى أنشئ دعاء لذلك الوجه من مواهب الله جل جلاله الارحم الأكرم الذي علم الانسان ما لم يعلم فقد رأيت في عبد الله بن حماد الأنصاري في النصف الثاني عند مقدار ثلثه باسناده قلت لأبي عبد الله علمني دعاء فقال إن أفضل الدعاء ما جرى على لسانك وروى سعد بن عبد الله في كتاب الدعاء باسناده زرارة قال قلت لأبي عبد الله (ع) علمني دعاء فقال إن أفضل الدعاء ما جرى على لسانك فصل وربما يكون الدعاء الذي ننشئه كالمنثور والقرائن (1) والسجع وعسى ان يوجد في بعض الروايات ان السجع الدعاء وغيره مكروه ولعل تأويل (2) ذلك ان صحت الرواية أن يكون السجع عن تكلف أو لغير الله أو قاصرا آداب السنة والكتاب لأننا رأينا وروينا ادعيه كثيره عن النبي (ص) والأئمة عليهم أفضل الصلاة والسلام على سبيل السجع والنثر وترتيب الكلام وفي صحائف مولانا زين العابدين (ص) كثير مما ذكرناه وفي القرآن الشريف آثار كثيره على نحو ما وصفناه
Shafi 19
ونحن ما نذكر في الانشاء من الدعاء إلا ما نجده غير رويه ولا كلفه بل أفاضه علينا من مالك الأشياء هو ربى وحسبي كما قال جل جلاله ذلكما مما علمني ربى ونحن ذاكرون لما يشتمل عليه هذا الكتاب من الأبواب والفصول وإشارات إلى معانيه بحسب المعقول والمنقول وعددها على التفصيل ليعلم الناظر فيها الموضع الذي يحتاج إليه منها فيقصده ويظفر به على التعجيل إن شاء الله تعالى * (فصل في ذكر تفصيل ما قدمناه وأجملناه من الأبواب والفصول) * الباب الأول:
فيما نذكره من كيفية العزم والنية للأسفار وما يحتاج قبل الخروج من المسكن والدار وفيه فصول الفصل الأول نذكره من عزم الانسان ونيته لسفره على اختلاف ارادته الفصل الثاني فيما نذكره من الاخبار التي وردت تعيين اختيار أوقات الاسفار الفصل الثالث فيما نذكره من نيتنا إذا أردنا التوجه في الاسفار الفصل الرابع فيما نذكره من الوصية المأمور بها عند الاسفار والاستظهار بمقتضى الاخبار والاعتبار الفصل الخامس فيما نذكره من الأيام والأوقات التي يكره فيها الابتداء في الاسفار بمقتضى الاخبار الفصل السادس فيما نذكره من الغسل قبل الاسفار وما يجريه الله جل جلاله على خاطرنا من الأذكار الفصل السابع فيما نذكره مما أقوله انا عند خلع ثيابي للاغتسال وما أذكره عند الغسل من النية والابتهال
Shafi 20
الفصل الثامن فيما نذكره عند لبس الثياب من الآداب الفصل التاسع فيما نذكره مما يتعلق بالتطيب والبخور الفصل العاشر فيما نذكره من الأذكار عند تسريح اللحية وعند النظر في المرآة الفصل الحادي عشر فيما نذكره الصدقة ودعائها عند السفر ودفع ما يخاف من الخطر الفصل الثاني عشر فيما نذكره من توديع العيال بالصلاة والدعاء والابتهال وصواب المقال الفصل الثالث عشر رواية أخرى بالصلاة عند توديع العيال بأربع ركعات وابتهال الفصل الرابع عشر فيما نذكره من توديع الروحانيين الذين يخلفهم المسافر في منزله مع عياله وماذا يخاطبهم من مقاله الفصل الخامس عشر فيما نذكره من الترغيب والترهيب للعيال قبل التوجه والانفصال الباب الثاني فيما يصحبه الانسان معه في أسفاره للسلامة أخطاره وأكداره وفيه فصول الفصل الأول فيما نذكره من صحبة العصا اللوز المر في الاسفار والسلامة بها من الاخطار الفصل الثاني فيما نذكره من أن اخذ التربة الشريفة في الحضر والسفر أمان من الخطر الفصل الثالث فيما نذكره من اخذ الخواتيم في السفر للأمان من الضرر الفصل الرابع فيما نذكره من تمام ما يمكن يحتاج إليه في هذه الثلاثة الفصول الفصل الخامس فيما نذكره من فوائد التختم بالعقيق في الاسفار وعند
Shafi 21
الخوف من الاخطار وانها دافعه للمضار الباب الثالث فيما نذكره مما يصحبه الانسان في السفر من الرفقاء والمهام والطعام وفيه فصول الفصل الأول في النهى عن الانفراد في الاسفار واستعداد الرفقاء لدفع الاخطار الفصل الثاني فيما يستصحبه في سفره من الآلات بمقتضى الروايات وما نذكره من الزيادات الفصل الثالث فيما نذكره من اعداد الطعام للأسفار وما يتصل به من الآداب والأذكار الفصل الرابع فيما نذكره من آداب المأكول والمشروب بالمنقول الباب الرابع فيما نذكره من الآداب في لبس المداس والنعل والسيف والعدة عند الاسفار وفيه فصول الفصل الأول فيما نذكره مما يختص بالنعل والخف الفصل الثاني في صحبه السيف في السفر وما يتعلق من العوذة الدافعة للخطر الفصل الثالث فيما نذكره من القوس والنشاب ومن ابتداه وما يقصد بحمله من رضى سلطان الحساب
Shafi 22
الباب الخامس فيما نذكره من استعداد العوذ للفارس والراكب عند الاسفار وللدواب للحماية من الاخطار وفيه فصول الفصل الأول في العوذة المروية عن مولانا محمد بن علي الجواد - صلوات الله عليه - وهي العوذة الحامية من ضرب السيف ومن كل خوف الفصل الثاني في العوذة المجربة في دفع الاخطار وتصلح أن تكون مع الانسان في الاسفار الفصل الثالث فيما نذكره من العوذة التي تكون العمامة لتمام السلامة الفصل الرابع فيما نذكره اتخاذ عوذه للفارس والفرس وللدواب بحسب ما وجدناه داخلا في هذا الباب الفصل الخامس فيما نذكره دعاء دعا به قائله على فرس قد مات فعاش الباب السادس فيما نذكره مما يحمله صحبته من الكتب التي تعين العبادة وزيادة السعادة وفيه فصول الفصل الأول في حمل المصحف الشريف وبعض ما يروى في دفع الامر المخوف الفصل الثاني فيما نذكره إذا كان سفره مقدار نهار وما يحمل معه من الكتب للاستظهار الفصل الثالث فيما نذكره إذا كان سفره يوما وليله ونحو هذا المقدار وما يصحبه للعبادة والحفظ والاستظهار الفصل الرابع نذكره إن كان سفره مقدار أسبوع أو نحو هذا المقدار وما يحتاج ان يصحب معه من المعونة على دفع المحاذير الفصل الخامس فيما نذكره إن كان سفره مقدار شهر على التقريب
Shafi 23
الفصل السادس فيما نذكره إن كان سفره مقدار سنه أو شهور وما يصحب معه لزيادة العبادة والسرور ودفع المحذور الفصل السابع فيما يصحبه أيضا في أسفاره من الكتب لزيادة مساره ودفع اخطاره الفصل الثامن فيما نذكره من صلاة المسافرين وما يقتضى الاهتمام بها عند العارفين الفصل التاسع فيما نذكره مما يحتاج إليه المسافر من معرفه القبلة للصلوات نذكر فيها ما يختص باهل العراق فإننا الان ساكنون بهذه الجهات الفصل العاشر نذكره إذا اشتبه مطلع الشمس عليه أو كان غيما أو وجد مانعا لا يعرف سمت القبلة ليتوجه إليه الفصل الحادي عشر نذكره من الاخبار المروية بالعمل على القرعة الشرعية الفصل الثاني عشر فيما نذكره مرويات في صفة القرعة الشرعية كما ذكرناها في كتاب فتح الأبواب بين ذوي الألباب ورب الأرباب الفصل الثالث عشر فيما نذكره من الآداب في الاسفار عن الصادق ابن الصادقين الأبرار حدث بها عن لقمان نذكر منها ما يحتاج إليه الان الباب السابع فيما نذكره إذا شرع الانسان في خروجه من الدار للأسفار وما يعمله عند الباب وعند ركوب الدواب وفيه فصول الفصل الأول فيما نذكره من تعيين الساعة التي يخرج فيها في ذلك النهار إلى الاسفار الفصل الثاني فيما نذكره من التحنك بالعمامة عند تحقيق عزمك على السفر لتسلم الخطر
Shafi 24
الفصل الثالث في التحنك بالعمامة البيضاء عند السفر يوم السبت الفصل الرابع فيما نذكره مما يدعى به عند ساعة التوجه وعند الوقوف على الباب لفتح أبواب المجاب الفصل الخامس في ذكر ما نختاره من الآداب والدعاء عند ركوب الدواب الباب الثامن فيما نذكره عند المسير والطريق ومهمات حسن التوفيق والأمان من الخطر والتعويق وفيه فصول الفصل الأول فيما نذكره عند المسير من القول وحسن التدبير الفصل الثاني فيما نذكره من العبور على القناطر والجسور وما في من الأمور الفصل الثالث فيما نذكره مما يتفال المسافر ويخاف الخطر منه وما يدفع ذلك عنه الباب التاسع فيما نذكره إذا كان سفره في سفينة أو عبوره وما يفتح علينا من مهماتها وفيه فصول الفصل الأول نذكره عند نزوله في السفينة الفصل الثاني فيما نذكره من الانشاء عند ركوب السفينة والسفر في الماء الفصل الثالث في النجاة في سفينة بآيات من القرآن نذكرها ليقتدي أهل الايمان الفصل الرابع فيما نذكره مما يمكن أن يكون سببا لما قدمناه من الصلوات على محمد وآله (صلوات اللهم عليهم) الفصل الخامس فيما نذكره من دعاء دعا به من سقط من مركب في البحار فنجاه الله تعالى تلك الاخطار
Shafi 25
الفصل السادس فيما نذكره من دعاء ذكر في تاريخ المسلمين دعوا به فجازوا على بحر وظفروا بالمحاربين الفصل السابع فيما نذكره عن مولانا على (ص) خوف الغرق فيسلم مما يخاف عليه الفصل الثامن فيما نذكره عند الضلال في الطرقات بمقتضى الروايات الفصل التاسع فيما نذكره من تصديق صاحب الرسالة ان في الأرض الجن من يدل على الطريق عند الضلالة الفصل العاشر فيما نذكره إذا خاف في طريقه من الأعداء واللصوص الفصل الحادي عشر فيما نذكره مما يكون أمانا من اللص إذا ظفر به ويتخلص من عطبه.
الفصل الثاني عشر فيما نذكره من دعاء قاله مولانا علي (ع) عند كيد الأعداء وظفر بدفع ذلك الابتلاء الفصل الثالث عشر نذكره من أن المؤمن إذا كان مخلصا أخاف الله منه كل شئ الفصل الرابع عشر فيما نذكره إذا خاف المطر في سفره وكيف يسلم من ضرره وإذا عطش كيف يغاث ويأمن من خطره الفصل الخامس عشر فيما نذكره إذا تعذر على المسافر الماء الفصل السادس عشر فيما نذكره إذا خاف شيطانا أو ساحرا الفصل السابع عشر فيما نذكره لدفع ضرر السباع الفصل الثامن عشر في حديث آخر للسلامة من السباع الفصل التاسع عشر في دفع خطر الأسد ويمكن ان يدفع به ضرر كل أحد الفصل العشرون فيما نذكره إذا خاف من السرق الفصل الحادي والعشرون فيما نذكره لاستصعاب الدابة الفصل الثاني والعشرون فيما نذكره إذا حصلت الملعونة في عين دابته يقرأها
Shafi 26
ويمر يده على عينها ووجهها أو يكتبها ويمر الكتابة عليها بإخلاص نيته.
الفصل الثالث والعشرون فيما نذكره من الدعاء الفاضل إذا أشرف على بلد قرية أو بعض المنازل الفصل الرابع والعشرون فيما نذكره من اختيار مواضع النزول وما يفتح علينا من المعقول والمنقول الفصل الخامس والعشرون فيما نذكره من أن اختيار المنازل منها ما يعرف صوابه بالنظر الظاهر ومنها ما يعرفه الله جل جلاله لمن شاء بنوره الباهر الباب العاشر فيما نذكره مما نقول عند النزول المروى المنقول وما يفتح علينا من زيادة في القبول وما يتحصن به من المخوفات من الدعوات وفيه فصول الفصل الأول فيما نذكره مما يقول إذا نزل ببعض المنازل الفصل الثاني نذكره من زيادة الاستظهار للظفر بالمسار ودفع الاخطار الفصل الثالث فيما نذكره من الأدعية المنقولات لدفع محذورات مسميات الفصل الرابع فيما نذكره مما يحفظه الله جل جلاله إذا أراد النوم في منازل أسفاره الفصل الخامس فيما نذكره مما يقوله المسافر لزوال وحشته والأمان عند نومه من مضرته الفصل السادس فيما نذكره من زيادة السعادة والسلامة بما يقوله عند النوم في سفره ليظفر بالعناية التامة الفصل السابع فيما نذكره مما كان رسول الله يقوله إذا غزا أو سافر فأدركه الليل الفصل الثامن فيما نذكره إذا استيقظ من نومه الفصل التاسع فيما نذكره مما يقوله ويفعله عند رحيله من المنزل الأول
Shafi 27
الفصل العاشر فيما نذكره في وداع المنزل الأول من الانشاء الفصل الحادي عشر فيما نذكره من وداع الأرض التي عبدنا الله جل جلاله عند النزول عليها في المنزل الأول الفصل الثاني عشر فيما نذكره من القول عند ركوب الدواب من المنزل الثاني عوضا عما ذكرناه في أوائل الكتاب الباب الحادي عشر فيما نذكره من دواء لبعض جوارح الانسان فيما يعرض في السفر من سقم للأبدان وفيه كتاب برء ساعة لابن زكريا واضح البيان الباب الثاني عشر فيما جربناه واقترن بالقبول وفيه عدة فصول الفصل الأول فيما جربناه لزوال الحمى فوجدناه كما رويناه الفصل الثاني في عوذه جربناها لسائر (1) الأمراض فتزول بقدره الله جل جلاله الذي لا يخيب لديه المأمول الفصل الثالث نذكره لزوال الأسقام وجربناه فبلغنا به نهايات المرام الفصل الرابع فيما نذكره من الاستشفاء بالعسل والماء الفصل الخامس فيما جربناه أيضا وبلغنا به ما تمنيناه الباب الثالث عشر فيما نذكره من كتاب صنفه قسطا بن لوقا لأبي محمد الحسن بن مخلد في تدبير الأبدان في السفر من المرض والخطر، ننقله بلفظ مصنفه واضافته إليه، أداء للأمانة وتوفر الشكر عليه ذكر تفصيل قدمناه وأجملناه من الأبواب والفصول
Shafi 28
الباب الأول فيما نذكره من كيفية العزم والنية للأسفار، وما يحتاج إليه قبل الخروج من المسكن والدار وفيه فصول * (الفصل الأول فيما نذكره من عزم الانسان ونيته لسفره على اختلاف ارادته) * اعلم أن العقل والنقل والفصل كشف ان المتشرف بالتكليف لا يخلو من أحاطه علم الله جل جلاله به وانه كالأسير في قبضته والمشمول باتصال نعمته باستمرار وجوده وحياته وعافيته والمأمور بحفظ حرمه مقدس حضرته ولزوم الأدب لعظيم هيبته فكما ان الانسان إذا حضر بين يدي سلطان عظيم الشأن عميم الاحسان وتقيدت ارادته وحركاته وسكناته بلزوم الأدب ذلك السلطان حيث هو في حضرته ولا يكون معذورا إذا وقع منه شئ مخالف لإرادته ولا تهوين بحفظ حرمته فكذا ينبغي أن يكون العبد مع الله جل جلاله بل أعظم وأعظم وأعظم لأجل التفاوت العظيم بين الله جل جلاله رب الأرباب ومالك الأسباب وبين سلطان خلق من تراب ومن طين وماء مهين يؤول امره إلى الخراب والفناء والذهاب فيكون سفر الانسان لا يخلو عن امتثاله لأجل الله جل جلاله في أسفاره ويتخذه حاميا وخفيرا (1) ساعات ليله ونهاره ولا أرى له ان يعزل الله جلاله عن ولايته عليه ويعتزل هو بنفسه عن الأدب بين يديه ويجعل الطبع أو الشهوات هي الولاة عليه جل جلاله وهذا مما اعتقد ان الانسان يخاطر به مع مالك دنياه وأخراه ويخرج عن حماه ويصير ضائعا متلفا بذلك لنفسه ولجميع ما وهبه وأعطاه ومتى اعتبر الانسان آداب المنقول والأدعية والأوامر عن الله جل جلاله والرسول رأى أنه ما يخلو سفر من الاسفار إلا وله مدخل في العبادة والسعادة في دار القرار فهذا ما رأينا بالله جل جلاله التنبه فمن أراد الاحتياط لاخرته اعتمد عليه ومن أراد أن يكون عند الطبع فيكون دركه وثوابه عليه
Shafi 29
* (الفصل الثاني: فيما نذكره من الاخبار التي وردت في تعيين اختيار أوقات الاسفار) * فمن ذلك ما رويناه بإسنادنا إلى أبي جعفر محمد بن بابويه (1) رواه عن أبي عبد الله (ع) قال من أراد سفرا فليسافر يوم السبت فلو ان حجرا زال عن جبل في السبت لرده الله عز وجل إلى مكانه ومن تعذرت الحوائج فليلتمس طلبها (2) يوم الثلاثاء فإنه اليوم الان الله عز وجل فيه الحديد لداود (ع) ومن ذلك ما رويناه بإسنادنا عن ابن بابويه أيضا باسناده إلى أبي جعفر (ع) قال كان رسول (ص) يسافر يوم الخميس (4) وقال يوم الخميس يوم يحبه الله ورسوله وملائكته (5) قلت انا ويؤكد ذلك الحديث المشهور عنه (ع) بورك لامتي في سبتها وخميسها (6) ومن ذلك بإسنادنا عنه رضي الله عنه عن بن يحيى المدني عن أبي عبد الله (ع) لا باس بالخروج في السفر ليلة الجمعة (7).
أقول - أنا -: واعلم أن يوم السبت ويوم الخميس ويوم الثلاثاء وليلة الجمعة قد تتفق في أيام من الشهر مما تضمن حديث الصادق (ع) في اختيارات أيام الشهر النهى عن السفر أو الحركة فيها فيظن الانسان ان ذلك كالمتضاد أو يقتضى التحير
Shafi 30
تضمنته الرواية باختيار أيام وقته عن الاستخارة فسيتعلم بالقرعة فإنها طريق إلى كشف ما يشكل من ذلك إن شاء الله تعالى * (الفصل الثالث فيما نذكره نيتنا إذا أردنا التوجه في الاسفار) * اعلم: اننا نحكي للناظر في كتابنا ما يتهيأ ذكره مما يعتمد عليه فإن ارتضاه عمل عليه وان لم يرتضه فقد صارت الحجة فنحن نقصد بالسفر اننا نتوجه من الله جل جلاله بالله جل جلاله إلى الله جل جلاله لله جل جلاله.
ونقصد بتفسير هذه النية أن يكون توجهنا من بين يدي جل جلاله ذاكرين اننا في مقدس حضرته وفي ملكته ومن رعايا مملكته ونقصد بقولنا أو نيتنا بالله جل جلاله أي بحوله وقوته ومواد رحمته ونعمته وحفظه وحراسته وحمايته وخفارته ونقصد بنيتنا إلى الله جل جلاله اننا متبعون في السفر لمقدس ارادته وسائرون إلى مراده جل جلاله من عبادته فنحن في المعنى مسافرون منه إليه ونقصد بنيتنا أو قولنا لله جل جلاله ان سفرنا خالصا من ممازجه الطبع وكل يخرجنا عن حفظ حرمته وشكر نعمته وتذكارنا اننا في حضرته * (الفصل الرابع فيما نذكره من الوصية المأمور بها عند الاسفار والاستظهار بمقتضى الاخبار والاعتبار) * اعلم أن العقل والنقل قضى ان كل من لا يعلم متى يموت وهل يموت فجاه أو بأمراض متطاولة فإنه تقتضي صفاته الكاملة أو الفاضلة ان يمتثل الأوامر النبوية في الاهتمام بالوصية وان لا يبيت ليله واحده حضر ولا سفر إلا ووصيته بمهماته في حياته وبعد مماته مكتوبه أو معروفه على أحسن القواعد المرضية وتتأكد الوصايا في الاسفار لأجل انه لا يؤمن بالسفر تجدد الاخطار ويكون
Shafi 31
بعيدا عن العيال والمال فلا يقدر أن يقول في السفر كل ما يريده من وصاياه لجواز أن تكون وفاته بغته ليس عنده شهود أو لا يكون معه من يطلعه على سره فيما يريد الوصية به من أمور دنياه وأخراه فلا يسعه في حكم عقله وفضله وسداده ان يهمل عند السفر الوصية بأمور دنياه ومعاده * (الفصل الخامس نذكره من الأيام والأوقات التي يكره فيها الابتداء في الاسفار بمقتضى الاخبار) * أقول وحيث قد ذكرنا ما أردنا ذكره من الأيام المختارة للسفر فينبغي ان نذكر الأيام والأوقات التي يكره السفر فيها فنقول الأيام التي يكره فيها الابتداء بالسفر في الأسبوع فيوم الاثنين روينا عده روايات بالنهي عن السفر فيه ورأيت في الصحيفة المروية عن الرضا (ع) قال كان رسول الله (ص) يسافر يوم الاثنين ويوم الخميس ويقال (1) فيهما ترفع الأعمال إلى الله تعالى وتعقد الألوية (2).
وروى كراهية السفر يوم الأربعاء وخاصه آخر أربعاء كل شهر وروينا من كتاب من لا يحضره الفقيه سببا لزوال كراهية السفر فيه فقال كتب بعض البغداديين إلى أبي الحسن الثاني (ع) يسأله في الخروج يوم الأربعاء لا يدور فكتب (ع) من خرج يوم الأربعاء لا يدور خلافا على أهل الطيرة وقى من كل آفة وعوفي من كل عاهة وقضى الله حاجته ويكره الابتداء بالسفر يوم الجمعة الظهر ويكره السفر والقمر في برج العقرب وانه من سافر في ذلك الوقت لم ير الحسنى وأما الأيام المكروهة في الشهر للسفر في بعض رواياته اليوم الثالث منه والرابع والخامس والثالث عشر والسادس عشر والعشرون والحادي والعشرون
Shafi 32
والرابع والعشرون والخامس والعشرون والسادس والعشرون وفي بعض الروايات ان اليوم الرابع من الشهر ويوم الحادي والعشرين صالحان للأسفار وفي رواية ان ثامن الشهر والثالث والعشرين منه مكروهان للسفر (1) وقد قدمنا انه إذا اشتبه على الانسان اختيار الأيام للأسفار باختلاف الاخبار فإنه يعتبر ذلك بالاستخارة فإن تعذر عليه لبعض الاعذار فيعتبره بالقرعة فإنها من طرق الكشف والاعتبار إن شاء الله تعالى وسيأتي في الفصل المتضمن لذكر الصدقة بين يدي الاسفار ما يزيل المحذور من أيام الأكدار والاخطار إن شاء الله تعالى * (الفصل السادس نذكره من الغسل قبل الاسفار وما يجريه الله جل جلاله على خاطرنا من الأذكار) * فأقول ان الاخبار وردت بصوره هذه الحال مع اختلاف في الزيادة في لفظ المقال فنحن نذكر ذلك ما يهدينا الله جل جلاله ونرجو أن يكون مقربا لنا إليه إن شاء الله تعالى فمن ذلك أنه ان الانسان يستحب له إذا أراد السفر ان يغتسل ويقول عند الغسل: بسم الله وبالله ولا حول ولا قوه الا بالله وعلى ملة رسول الله والصادقين عن الله صلوات الله عليهم أجمعين اللهم طهر به قلبي واشرح به صدري ونور به قبري (2) اللهم اجعله لي نورا وطهورا وحرزا وشفاء من كل داء وآفة وعاهة وسوء ومما أخاف واحذر وطهر قلبي وجوارحي وعظامي ودمى وشعري وبشري ومخي وعصبي وما أقلت الأرض منى اللهم اجعله لي شاهدا يوم حاجتي وفقري وفاقتي إليك يا رب العالمين انك
Shafi 33
على كل شئ قدير (1) * (الفصل السابع فيما أذكره مما أقوله انا عند خلع ثيابي للاغتسال وما أذكره عند الغسل من النية والابتهال) * فمما أقوله على سبيل الارتجال في هذه الحال (2) اللهم إني اخلع ثيابي لأجلك عازما انني أتقرب (3) بذلك إلى أبواب فضلك فاجعل ذلك سببا لإزالة لباس الأدناس والأنجاس وتطهيري (4) من غضبك ومظالم الناس وألبسني عوضها من خلع التقوى ودروع السلامة البلوى وجلباب العافية من كل ما يوجب شكوى برحمتك ارحم الراحمين فإذا دخلت إلى موضع الاغتسال قصدت بالنية انني اغتسل غسل التوبة من كل ما يكرهه الله جل جلاله منى سواء علمته جهلته وغسل الحاجة وغسل الزيارة وغسل الاستخارة وغسل الصلوات وغسل الدعوات وإن كان يوم الجمعة ذكرت غسل يوم الجمعة وإن كان علي غسل واجب ذكرته وكل من هذه الأغسال وقفت له على رواية تقتضي ذكره في هذه الحال فإذا تكملت هذه النيات أجزاني عنها جميعها غسل واحد بحسب ما رايته في بعض الروايات وخاصه ان مرتمسا فإن كل دقيقه ولحظة من الارتماس في الماء تكفى في أن تكون اجزاؤها عن افراد (5) الأغسال ويغنى افرادها بارتماسات متفرقة لشمولها لسائر الأعضاء ثم أتمضمض واستنشق عقيب النية المذكورة وما احتاج ذلك إلى نيه مستأنفة لهذه الأغسال المسطورة أقول ثم أخاطب الله جل جلاله بما معناه اللهم انني أسلم نفسي إلى
Shafi 34
الماء ولا إلى الهواء ولا إلى غيرك (1) من سائر الأشياء وإنما أسلمها إليك والى محل عنايتك بها وحفظك عند الانشاء وشمولك لها بالنعماء فيا من يجعل الشفاء يشاء من الأشياء اجعل شفائي من كل داء في اغتسالي بهذا الماء واملاه من الدواء والشفاء واجعله سببا لطول البقاء وإجابة الدعاء ودفع أنواع البلاء والابتلاء والنصر على الأعداء وطهرني به من الذنوب والعيوب ووفقني به (2) لأداء الواجب والمندوب برحمتك يا ارحم الراحمين * (الفصل الثامن فيما نذكره عند لبس الثياب من الآداب) * ثم البس ثيابي وأقول عند لبسها وبعضه منقول الحمد لله الذي رزقني من اللباس ما أتجمل به في الناس واستر به عورتي وأؤدي به فريضتي واحفظ به مهجتي اللهم اجعلها ثياب بركه أسعى فيها لمرضاتك واعمر فيها مساجد عباداتك برحمتك يا ارحم الراحمين (3) وإذا أردت التعمم قمت قائما وأتعمم وأدير العمامة تحت حنكي وأقول اللهم توجني تاج الايمان وسومني سيماء الكرامة وقلدني قلادة السعادة وشرفني بما أهله من الزيادة وروينا أيضا من كتاب المحاسن باسناده عن أبي حمزه عن أبي عبد (ع) قال من اعتم ولم يدر العمامة تحت حنكه فأصابه ألم لا دواء له فلا يلومن إلا نفسه وروي ان المسومين المتعممون ثم البس اللباس وأقول وبعضه من المنقول وأكون جالسا وغير مستقبل القبلة ومستقبل الناس اللهم استر عورتي واعف فرجى ولا تجعل للشيطان في ذلك نصيبا ولا له إلى وصولا فيضع لي المكائد ويهيجني لارتكاب
Shafi 35
محارمك وسلمني من أمراض العورات حتى لا احتاج كشفها ولا ذكرها للأطباء ولأهل المودات برحمتك يا ارحم الراحمين * (الفصل التاسع فيما نذكره مما يتعلق بالتطيب والبخور) * وإذا أردت ان أتطيب بماء الورد كما روينا في كتاب المضمار في عمل أول يوم من شهر رمضان عن أبي عبد الله (ع ) ان من ضرب وجهه بكف ماء ورد امن ذلك اليوم من الذلة والفقر ومن وضع على رأسه ماء ورد امن تلك السنة البرسام فلا تدعوا ما نوصيكم به فإنني اجعل ماء الورد كفى اليمين وأقول اللهم بالرحمة والحكمة التي طيبت بها أصل هذه الشجرة حتى جاءت بهذه الروائح العطرة ولم تكن شرفتها بمعرفتك ولا ارتضيتها لعبادتك وشرفتنا لمعرفتك وارتضيتنا لعبادتك فلا يكن تطييبك لذكرنا وعنايتك بأمرنا وارتفاع قدرنا دون هذه الثمرة وطيب ذكرنا في دار الفناء وبعد مفارقه الاحياء وفي يوم الجزاء وفي دار البقاء (1) أفضل ما طيبت ذكر أحد من أولاد الأنبياء وأهل الدعاء وذوي الرجاء واجعله سببا لدفع أنواع البلاء والابتلاء برحمتك يا ارحم الراحمين ثم اجعله على رأسي ووجهي بحسب المنقول وان أردت البخور فإنني أقول عند ذلك ما روى أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يقوله عند بخوره عليه السلام الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات اللهم طيب عرفنا (2) وذك روائحنا وأحسن منقلبنا واجعل التقوى زادنا والجنة معادنا (3) ولا تفرق بيننا وبين عافيتك إيانا وكرامتك لنا انك على كل شئ قدير وفي رواية (4) أنه يقول الانسان عند تبخره وتعطره الحمد لله رب العالمين اللهم أمتعني (5) بما رزقتني ولا تسلبني خولتني واجعل ذلك رحمه ولا تجعله وبالا على
Shafi 36