277

Amali Ibn al-Hajib

أمالي ابن الحاجب

Editsa

د. فخر صالح سليمان قدارة

Mai Buga Littafi

دار عمار - الأردن

Inda aka buga

دار الجيل - بيروت

Nau'ikan

قلت: زيد حسن وجهًا، لأنك تعلم أن نسبة الحسن إلى الضمير كنسبته إلى الغلام، وإذا وضح أن "وجهًا" في قولك: زيد حسن غلامه وجهًا، منتصب عن نسبة الحسن إلى الغلام علمت أن وجهًا في قولك: زيد حسن وجهًا، منتصب عن نسبة حسن إلى الضمير. وإنما جاء الوهم من جهة أن مدلول الضمير ومدلول الاسم المتقدم واحد، فتوهم لذلك أنه مثل: حسن زيد وجهًا، لاتحاد الذات المنسوب إليها (١) الحسن، وهو وهم على ما تقدم.
وإذا وضح ذلك في: زيد حسن وجهًا، فقوله: (ومن أصدق)، (ومن أحسن)، مثله لأن في "أصدق" ضميرًا مرفوعًا (٢) بـ "أصدق" منسوبًا (٣) إليه الأصدقية موازنًا (٤) للضمير في قولك: زيد حسن. وإذا وجب ذلك في: زيد حسن وجهًا، باعتبار ما ذكرناه، وجب في: (ومن أحسن قولًا)، لأنهما سواء في الغرض الذي قصدناه. والله أعلم.
[إملاء ٦]
["إذا" الظرفية المتضمنة معنى الشرط]
وقال أيضًا ممليًا بدمشق سنة عشرين وستمائة على قوله في المفصل (٥) على قول الشاعر:
ومن فعلاني أنني حسن القرى ... إذا الليلة الشهاء أضحى جليدها (٦)

(١) في الأصل وفي ب، د، م: إليه. وما أثبتناه من س. وهو الصواب لأن الضمير يعود على الذات، وهي مؤنث.
(٢) في الأصل وفي ب، د: ضمير مرفوع. والصواب ما أثبتناه لأنه اسم أن.
(٣) في الأصل وفي ب، د: منسوب. والصواب ما أثبتناه لأنه تابع لما قبله.
(٤) في الأصل وفي ب، د: موازن. والصواب ما أثبتناه لأنه تابع لما قبله.
(٥) ص ٢٦٦.
(٦) هذا البيت من الطويل. وقد نسبه الزمخشري لعبد الواسع بن أسامة، وكذلك ابن يعيش ٧/ ١٠٣. وهو من شواهد همع الهوامع ١/ ١٦٦. واستشهد به الزمخشري على وقوع (أضحى) تامة بمعنى الدخول في وقت الضحى.

1 / 295