Amali Ibn al-Hajib
أمالي ابن الحاجب
Bincike
د. فخر صالح سليمان قدارة
Mai Buga Littafi
دار عمار - الأردن
Inda aka buga
دار الجيل - بيروت
Nau'ikan
موضع الأشكال في قوله: ﴿أو كسبت في إيمانها خيرا﴾. لأنه لأحد الأمرين. فإذا سيقت في النفي في مثل ذلك اقتضى نفي الأمرين كقوله: ﴿لا تطع منهم آثما أو كفورا﴾ (١). وأحدهما: آمنت من قبل، والثاني: كسبت في إيمانها خيرا، فيصير المعنى على الظاهر: لا ينفع نفسًا لم تكن آمنت من قبل إيمانها، وهذا واضح، ولا ينفع نفسًا لم تكن كسبت في إيمانها خيرا إيمانها، وهذا مشكل، فإن الإيمان قبل مجيء الآيات نافع، وإن لم يكن عمل صالح غيره، فكيف يصح نفيه؟. والجواب: أن المعنى لا ينفع نفسًا إيمانها ولا كسبها وهو العمل الصالح لم تكن آمنت قبل الآية (٢)، أو كان العمل الصالح مع الإيمان قبلها، فاختصر للعلم به.
وقوله: لم تكن آمنت، صفة لـ (نفسا)، وإن وقع الفصل، لأن المعنى على التأخير، وإنما أوجب التقديم الضمير في (إيمانها). والمغني: لا ينفع إيمان نفس نفسًا لم تكن آمنت من قبل. فلما أوجب الضمير التقديم بقيت الصفة في محلها. و(من) لابتداء الغاية. تقول: ما آمن زيد من يوم كذا، لابتداء الغاية. فيكون نفيًا للإيمان الذي ابتداؤه من يوم الجمعة، ولو قلت: ما آمن زيد يوم كذا، كان نفيًا للإيمان يوم الجمعة. وإذا أسقطت "من" في نحو: ما آمن من قبل (٣)، وما آمن قبل، لم يختلف المعنى، لأنه إذا كان مبتدأ فيه من قبل، فقد حصل قبل، وإذا حصل قبل فقد ابتدئ به من قبل. ولا يلزم ذلك في نحو: يوم الجمعة وشبهه، إذ قد يكون حاصلًا فيه، وقد ابتدئ به من غيره. والله أعلم بالصواب.
(١) الإنسان: ٢٤.
(٢) وهي طلوع الشمس من مغربها، القرطبي ٧/ ١٤٦.
(٣) ما آمن من قبل: سقطت من د.
1 / 257