(كم أهلكنا) معنى، فضعيف من جهة أن (أنهم) معمول لفظا، فلا يستقيم أن يكون بدلا مما ليس معمولًا بعامله (١). والله أعلم بالصواب.
[إملاء ٩٦]
[إعراب قوله تعالى: ﴿غير بعيد﴾]
وقال أيضًا ممليا بدمشق سنة عشرين على قوله تعالى: ﴿وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد﴾ (٢):
يجوز أن يكون حالًا مؤكدة كقول الفارسي. ويجوز أن يكون نعتًا لمصدر محذوف أو ظرفا، أي: قربت في زمن غير بعيد (٣). وإنما عبر عنه بالمضي لتحقيقه أو لتقريبه. والمراد بالتحقق ههنا كونه حقًا، لا أن المراد بالتحقق هنا الوقوع الحاصل.
وأما قوله: "اقتربت الساعة" (٤)، و"اقترب للناس حسابهم" (٥). فهذان حاصلان، لأن المراد قرب الحساب والساعة، وهما حاصلان. والله أعلم بالصواب.
(١) وقد رد ابن هشام هذا الوجه بقوله: "إن عامل البدل هو عامل المبدل منه، فإن قدر عامل المبدل منه (يروا) فكم لها الصدر فلا يعمل فيها ما قبلها. وإن قدر (أهلكنا) فلا تسلط له في المعنى على البدل. والصواب أن كم مفعول لأهلكنا". انظر: مغنى اللبيب ١/ ١٨٤ (محي الدين).
(٢) ق: ٣١.
(٣) قال الزمخشري: "غير: نصب على الظرف. أي مكانًا غير بعيد. أو على الحال". الكشاف ٤/ ١٠.
(٤) القمر: ١.
(٥) الأنبياء: ١.