305

Amali

أمالي ابن الشجري

Editsa

الدكتور محمود محمد الطناحي

Mai Buga Littafi

مكتبة الخانجي

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤١٣ هـ - ١٩٩١ م

Inda aka buga

القاهرة

Nau'ikan

وقال (١) أهل اللغة فى قوله: ﴿حَتّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ:﴾ يعنى [به] الشمس، ولم يجر لها ذكر، قال: وهذا لا أحسبهم أعطوا فيه الفكر حقّه (٢)، لأن فى الآية دليلا على الشمس، وهو قوله: ﴿إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ﴾ لأن معناه إذ عرض عليه بعد زوال الشمس (٣)، وليس يجوز الإضمار إلا أن يجرى له ذكر أو دليل بمنزلة الذّكر.
انتهى كلامه.
وأقول (٤): إن إضمار الغائب مستعمل فى كلام العرب على أربعة أوجه: الأول:
عود الضمير إلى مذكور قبله، كقولك: زيد لقيته، وهند قامت، وأخواك أكرمتهما، وإخوتك انطلقوا، والنّساء برزن، هذا هو الأصل فى ضمير الغيبة.
والثانى: توجيه الضمير إلى مذكور بعده، ورد فى سياقة الكلام مؤخّرا ورتبته /التقديم، كقولك: ضرب غلامه زيد، وأكرمتهما أخواك، وكقولهم: «فى بيته يؤتى الحكم (٥)»، وكقول زهير (٦):
إن تلق يوما على علاّته هرما ... تلق السّماحة منه والنّدى خلقا
ومثله فى التنزيل: ﴿فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسى﴾ (٧) ﴿وَلا يُسْئَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ﴾ (٨).

(١) من هنا إلى آخر الفقرة أورده ابن الجوزى منسوبا إلى نفسه. راجع الموضع المذكور من زاد المسير.
(٢) لم يرد فى هـ، ولا فى إعراب القرآن للزجاج. وانظر تأويل مشكل القرآن ص ٢٢٦.
(٣) فى إعراب القرآن، وزاد المسير: «بعد زوال الشمس حتى توارت الشمس بالحجاب».
(٤) أعاد ابن الشجرى هذا الكلام فى المجلس السابع والسبعين.
(٥) من أمثال العرب. انظره فى مجمع الأمثال ٢/ ٧٢، والدرة الفاخرة فى الأمثال السائرة ص ٤٥٦، والمقتضب ٤/ ١٠٢، والأصول ٢/ ٢٣٩، والإنصاف ص ٦٦،٢٥٢، وأعاده المصنف فى المجلس السابع والسبعين.
(٦) ديوانه ص ٥٣، والموضع السابق من المقتضب.
(٧) سورة طه ٦٧.
(٨) سورة القصص ٧٨.

1 / 89