298

Amali

أمالي ابن الشجري

Editsa

الدكتور محمود محمد الطناحي

Mai Buga Littafi

مكتبة الخانجي

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤١٣ هـ - ١٩٩١ م

Inda aka buga

القاهرة

Nau'ikan

لأنك إذا ذكرت الفعل دلّ بلفظه على مصدره، كما قالوا: «من كذب كان شرّا له (١)» أى كان الكذب، ومثله قوله تعالى: ﴿وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتابِ لَكانَ خَيْرًا لَهُمْ﴾ (٢) أى لكان الإيمان، وقوله: ﴿وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ﴾ (٣) أى يرض الشّكر لكم.
والتفاسير مجمعة على أن/المراد بقوله: ﴿فَسَوْفَ يَكُونُ لِزامًا﴾ ما نزل بهم يوم بدر، وقال الزجّاج: «وقرئت ﴿لِزامًا﴾ مفتوحة اللام، قال: وتأويله: فسوف يكون تكذيبكم لازما لكم، فلا تعطون التوبة منه، وتلزمكم العقوبة، فيدخل فى هذا يوم بدر وغيره من العذاب الذى يلزمهم (٤)».
وأقول: إن اللّزام بالكسر: مصدر لازم لزاما، مثل خاصم خصاما، واللّزام بالفتح: مصدر لزم لزاما، مثل سلم سلاما، أى سلامة، قال الشاعر:
تحيّى بالسّلامة أمّ بكر ... وهل لى بعد قومى من سلام (٥)
ومنه: ﴿لَهُمْ دارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ﴾ (٦) أى دار السّلامة، فاللّزام بالفتح:
اللّزوم، واللّزام: الملازمة، والمصدر فى القراءتين وقع موقع اسم الفاعل، فاللّزام وقع موقع ملازم، واللّزام وقع موقع لازم، كما قال تعالى: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْرًا﴾ (٧) أى غائرا، وإن شئت قدّرت مضافا، أى كان العذاب ذا لزام، وذا لزام.
آخر المجلس.
...

(١) أعاده ابن الشجرى فى المجلس التاسع والخمسين. وهو فى الكتاب ٢/ ٣٩١، والأصول ١/ ٧٩، ٢/ ١٧٦، وشرح الحماسة ص ٤٥٥،١٥٧٧،١٥٩٩، والخزانة ١/ ١٢٠،٨/ ١٢٠.
(٢) سورة آل عمران ١١٠.
(٣) الآية السابعة من سورة الزمر.
(٤) إعراب القرآن، ص ١٥ من المجلد الثامن، من النسخة التى وصفتها قريبا. مع بعض اختلاف فى اللفظ. وقراءة «لزاما» بفتح اللام تنسب لأبى السّمّال وغيره. وهو مصدر. يقال: لزم لزوما ولزاما، مثل ثبت ثبوتا وثباتا. إعراب القرآن لأبى جعفر النحاس ٢/ ٤٧٩، والقرطبى ١٣/ ٨٦، والبحر ٦/ ٥١٨.
(٥) سبق تخريجه فى المجلس الثالث.
(٦) سورة الأنعام ١٢٧.
(٧) آخر آيات سورة الملك.

1 / 82