تلك الأصول، ومن أهل ذلك البيت الجليل (١)».
وكان بعد هذا شاعرا، وله ديوان شعر؛ قال ابن شهرآشوب: إنه يربى على عشرين ألف بيت، وذكر بروكلمان أن هناك نسخة منه من مكتبة مشهد. وقد أورد المرتضى طائفة منه فى كتاب الغرر، والشهاب، وطيف الخيال، وذكر الثّعالبىّ فى تتمة اليتيمة، والباخرزيّ فى دمية القصر قدرا منه، فمن قوله:
أحبّ ثرى نجد، ونجد بعيدة ... ألا حبذا نجد وإن لم تفد قربا! (٢)
يقولون: نجد لست من شعب أهلها ... وقد صدقوا لكننى منهم حبا
كأنى وقد فارقت نجدا شقاوة ... فتى ضلّ عنه قلبه ينشد القلبا
ومنه:
يا خليلىّ من ذؤابة قيس ... فى التصابى رياضة الأخلاق (٣)
عللانى بذكرهم تطربانى ... واسقيانى دمعى بكأس دهاق
وخذا النوم من جفونى فإنى ... قد خلعت الكرى على العشاق (٤)
ومنه فى الرثاء:
كأنى لماصك سمعى نعيّه ... صككت بمسنون الغرارين قاضب
طواه الردى طىّ الرداء وعطّلت ... مغانى الحجا عنه وغر المناقب
ولما بلوت الأصدقاء وودّهم ... خلصت إليه من خلال التجارب
وسئل إجازة بيت أبى دهبل الجمحىّ:
وأبرزتها من بطن مكة عند ما ... أصات المنادى بالصلاة فأعتما (٥)
_________
(١) ابن خلكان: ٣٣٦.
(٢) تتمة اليتيمة ١: ٥٤.
(٣) تتمة اليتيمة ١: ٥٥، وابن خلكان ١: ٣٣٧.
(٤) روى ابن خلكان أنه لما وصلت هذه الأبيات إلى البصرى الشاعر قال: «المرتضى قد خلع ما لا يملك على من لا يقبل».
(٥) الغرر ١: ١١٥.
المقدمة / 10