وفيك علم ووقار وأدب
محمد أفسد ديوان العرب
فأنشأ الثعلب يقول:
ملعون جن أيما ملعون
يغريك بي عمدا لكي ترديني
على أخ مضطهد مسكين
إن الذي تسمعه يبغيني
يدين في الله بغير دين
فامنن فدتك النفس بالتهوين
إن لم تغثني غلقت رهوني
قال: فأتيته فحللته.
أخبرنا أبو الحسين علي بن إسماعيل الفقيه رحمه الله تعالى، قال: أخبرنا الناصر للحق الحسن بن علي رضي الله عنه، قال: حدثنا محمد بن منصور، قال: حدثنا إسماعيل بن موسى، عن عمرو بن القاسم، عن مسلم الملائي،
عن حبة العرني، أن عليا عليه السلام سار حين فارقته الخوارج، فاعترضوا الناس وأخذوا الأموال والدواب والكراع(1) والسلاح، ودخلوا القرى وقتلوا، وساروا حتى انتهوا إلى النهروان، فأقام بها أياما يدعوهم ويحتج عليهم، فأبوا أن يجيبوه، وتعبوا لقتاله، فعبأ الناس، ثم خرج إليهم فدعاهم، فأبوا أن يدخلوا، وبدءوه بالقتال، فقاتلهم وظهر عليهم.
فقال لأصحابه: فيهم رجل له علامة. قالوا: وما هي يا أمير المؤمنين؟ قال: رجل أسود منتن الريح، إحدى يديه مثل ثدي المرأة، إذا مدت كانت بطول الأخرى، وإذا تركت كانت كثدي المرأة عليها شعرات مثل شعر الهرة. فذهبوا ثلاث مرات يطلبونه، وكل ذلك لا يجدونه، فرجعوا، وقالوا: يا أمير المؤمنين، ما وجدناه.
Shafi 6