422

حدثنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني رحمه الله إملاء، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، قال: حدثنا سليمان بن داود الثقفي، قال: أخبرنا أبو داود يعني الطيالسي عن سهل بن شعيب، عن عبدالأعلى،

عن نوف، قال: بايت أمير المؤمنين عليا عليه السلام ليلة، فجعل يكثر الخروج والنظر إلى السماء، ثم قال: يا نوف أنائم أنت؟ قلت: لا [بل رامق] أرمقك بعيني يا أمير المؤمنين. فقال: يا نوف طوبى للزاهدين في الدنيا والراغبين في الآخرة، أولئك الذي اتخذوا أرض الله بساطا، وترابها فراشا، وماءها طهورا، وجعلوا القرآن شعارا، والدعاء دثارا، وقرضوا الدنيا قرضا على منهاج المسيح صلى الله عليه إن الله أوحى إلى عبده المسيح أن قل لبني إسرائيل: (( لا تدخلوا بيتا من بيوتي إلا بقلوب طاهرة، وأبصار خاشعة، وأيد نقية، وأخبرهم أني لا أقبل منهم دعوة ولأحد من خلقي قبلهم مظلمة )) .

يا نوف لا تكونن شرطيا، ولا عريفا أو صاحب كوبة، أو صاحب عرطبة، فإن نبي الله داود عليه السلام خرج ذات ليلة فنظر إلى السماء، فقال: إن هذه لساعة لا يدعو الله فيها أحد إلا استجاب له إلا أن يكون شرطيا، أو عريفا، أو صاحب كوبة، أو صاحب عرطية(1).

Shafi 123