416

أخبرنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني رحمه الله، قال: أخبرنا سحاق بن يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سالم المكي، عن عبدالله بن محمد القرشي قال: حدثنا الحسن بن شاذان الواسطي، قا: حدثنا يعقوب بن محمد النهري، عن عبدالعزيز بن عمران، عن عبدالله بن جعفر المخزومي عن أبي عون مولى مسور بن مخرمة، عن مسور، عن ابن عباس، عن أبيه، قال: قال عبدالمطلب: قدمت الشام فنزلت على رجل من اليهود، فبصربي رجل من أهل الزبور؛ فجاءني، فقال: اتأذن لي أن أنظر إلى مكان منك؟ قلت إن لم يكن عورة، فنظر في إحدى منخري، ثم في الأخرى، فقال: أرى في إحداهما نبوة، وفي الأخرى ملكا، وأنا نجدهما في زهرة فما هذا. قلت: لا أدري. قال: ألك شاعة؟ قلت: ما الشاعة؟ قال: زوجة. قلت: لا. قال: إذا قدمت إلى بلدك فتزوج إلى زهرة، قال: فعمد عبدالمطلب فتزوج بهالة ابنت وهيب بن عبدمناف بن زهرة، وزوج ابنه عبدالله آمنة بنت وهب بن عبدمناف بن زهرة، فولدت له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم قيضت له حليمة بنت أبي ذويب من بني سعد.

حكى أبو الحسن علي بن مهدي الطبري، قال:

روي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما دعا أبا طالب إلى الإسلام، قال له: ما أشد تصديقنا لحيثك، وإقبالنا لنصحك، وهؤلاء بنو أبيك قد اجتمعوا، وأنا كأحدهم، وأسرعهم والله إلى ما تحب، فأمض لما أمرت به، فإني والله مانعك ما حييت، ولا أسلمك حتى يتم أمرك، وأما أنت ياعلي فما بك رغبة عن الدخول فيما دعاك إليه ابن عمك، وإنك لأحق من وازره، وأنا من ورائكما حافظ ومانع، فسر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، واشتد ظهره، وقال في ذلك أبو طالب:

وبالغيب آمنا وقد كان قومنا ... يصلون للأوثان قبل محمد

وقال أيضا:

ألم تعلموا أنا وجدنا محمدا ... نبيا كموسى خط في أول الكتب

أليس أبونا هاشم شد أزره ... وأوصى بنيه بالطعان وبالضرب

روي من جهات كثيرة:

أن قريشا استسقت بعبد المطلب فوقف أمامهم عن الباب، فقال بعد رفع ييه: اللهم إنك عالم غير معلم، وواسع غير مبخل، وهؤلا عبادك، وإماؤك بعرصات حرمك يشكون إليك سنتهم التي أذابت لحومهم، واوهت عظامهم، فاسمع اللهم، وامطر عليهم مطرا مغدقا هنيئا، وأمن القوم أجمعون.

Shafi 117