345

إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبيل الأنبياء، ومنهاج الصالحين فريضة عظيمة بها تقام الفرائض، وتحل المكاسب، وترد المظالم، وتعمر الأرض وينتصف من الأعداء، فأنكروا المنكر بألسنتكم، وصكوا بها جباههم ولا تخافوا في الله لومة لائم، قال: وأوحى الله عز وجل إلى نبي من أنبيائه عليهم السلام، أني معذب من قومك مائة ألف، أربعين ألفا من شرارهم، وستين ألفا من خيارهم، فقال: يا رب هؤلاء الأشرار فما بال الأخيار؟ قال: داهنوا أهل المعاصي ولم يغضبوا لغضبي(1).

أخبرنا أبو علي حمد بن عبدالله بن محمد، قال: حدثنا أبومحمد عبدالرحمن بن أبي حاتم، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي، قال: حدثنا عبدالرحمن بن محمد المحاربي، عن عبدالحميد بن أبي جعفر، عن أبي إسحاق،

عن عبدالله أو عبيدالله، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (( مامن رجل يجاور قوما فيعمل بين ظهرانيهم المعاصي فلا يأخذون على يديه إلا أوشك أن يعمهم الله منه بعقاب ))(2).

حدثني أبو عبدالله الآبنوسي، قال: حدثني أبو الفرج علي بن الحسين المعروف بابن الأصبهاني، قال: حدثني يحيى بن علي بن يحيى بن المنجم، قال: حدثني أبو زيد، قال:

Shafi 47