160

هاه هاه.. إن ها هنا علما جما وأومى بيده إلى صدره لو أصبت له حملة، بلى أصبت له: لقنا(1) غير مأمون، مستعملا آلة الدين للدنيا، يستظهر بحجج الله على خلقه، وبنعمه على عباده أو منقادا للشك، ينقدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة لاذا ولا ذاك أقمن(2).

أو منهوما باللذات سلس القياد للشهوات، أو مغرما بالجمع والادخار ليسا من رعاة الدين، أقرب شبها بهما الأنعام السائمة، كذلك العلم يموت بموت صاحبه.

اللهم بلى، لا تخلوا الأرض من قائم لله(3) بحجة كيلا تبطل حجج الله وبيناته، أولئك الأقلون عددا، الأعظمون عند الله قدرا، بهم يدفع الله عن حججه حتى يردوها إلى نظرائهم، ويزرعوها في قلوب أشباههم، هجم بهم العلم على حقيقة الأمر فاستلانوا ما استوعره المترفون، وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون، صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الأعلى، أولئك خلفاء الله في أرضه، والدعاة إلى دينه.. هاه هاه شوقا إلى رؤيتهم، واستغفر الله لي ولك، إذا شئت فقم(4).

Shafi 159