ثم أصبحنا وإذا بها يوما قد انبعث من ساقها دم عبيط جار، وورقها ذابل يقطر ماء كماء اللحم، فعلمنا أن قد حدث حدث، فبتنا فزعين مهمومين نتوقع الداهية، فأتانا بعد ذلك قتل الحسين بن علي عليهما السلام ويبست الشجرة، وجفت، وكسرتها الرياح والأمطار بعد ذلك، فذهبت وأندرس أصلها(1).
قال محمد بن سهل: فلقيت دعبل بن علي الخزاعي بمدينة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فحدثته بهذا الحديث. فقال: حدثني أبي، عن جده، عن أمه سعدى بنت مالك الخزاعية، أنها أدركت تلك الشجرة، وأكلت من ثمرها على عهد أمير المؤمنين عليه السلام(2). قال دعبل، فقلت قصيدتي:
واعص الحمار فمن نهاك حمار
نفسي ومن عطفت عليه نزار
وعلى عدوك مقتة ودمار
زر خير قبر بالعراق يزار
لم لا أزورك يا حسين لك الفدى
ولك المودة في قلوب ذوي النهى
قال السيد أبو طالب رضي الله عنه: ما حدث بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، من هذه الأحوال يكون معجزا له، ويجب أن يكون قد تقدم منه الإخبار، فيقع المخبر عنه(3) مطابقا للخبر.
Shafi 10