تزوج زردق من نبوية، وبدأت قمر تعد لزواجها هي، ولكن حين ذهب عبد الحميد أبو جريشة إلى بيت أبي سريع علوان وجده قاعا صفصفا أو هكذا أخبره من صحبه إلى البيت.
لم يتوقع أحد من أصحاب الأمانات أن أبا سريع هرب بأموالهم، وكان جميعهم مزمعا أن يهب له فترة انتظار، فإن أحدا لم يتصور أنه هاجر إلى القاهرة هجرة مقيم لا زائر.
حل موعد الجريمة، وذهب السفاحون الأربعة إلى بيت سعفان، وضرب زردق باب سعفان برجله، فإذا بالذي يقابلهم الكمين الذي أعدته الشرطة، وسارع شمندي بإطلاق الرصاص فجاوبه رصاص الشرطة، وقتل وألقى الثلاثة الآخرون سلاحهم، وقبض عليهم رجال الأمن.
وبلغ الأمر عيدروس، فلم يحر جوابا، فقد أصيب من فوره بجلطة في المخ، منعته من الكلام والحركة، بل من الوعي أيضا.
وبدأ التحقيق مع أفراد العصابة الثلاثة، وقد كان ثلاثتهم معروفين لدى جهات الأمن، وما منع هذه الجهات من القبض عليهم إلا عدم وجود أدلة دامغة تدينهم في جرائم القتل التي وقعت فعلا، ولكن الشهود خافوا أن يذكروا الحق من أمر المجرمين، وقد أدرك ثلاثتهم أنهم سيحاكمون على الشروع في القتل الذي ضبطوا متلبسين به وعلى جرائم القتل التي دارت حولهم فيها الشبهات، فلم يجد ثلاثتهم مناصا أن يبيحوا أسرار العصابة جميعها قديمها وحديثها، كما ذكروا أسماء الذين قتلوهم بأمر من عيدروس، وانكشف للشرطة خفايا كثير من الجرائم التي لم يكونوا يعرفون فاعليها. أما عيدروس فأمسى غير صالح للمحاكمة، بل غير صالح لأي حديث من أي نوع، ووكل سعفان تامرا محاميا عنه كمدع بالحق المدني، وأبى تامر أن يتقاضى أتعابا.
الفصل الثامن
لم يمهل أبو سريع الأيام، بل ألهب ظهرها بالسياط. إنه الآن يملك نصف مليون جنيه يريدها أن تكون عددا لا يحصى من الملايين.
بدأ بأن استأجر شقة مفروشة منذ اليوم التالي لوصوله، وكان قد سمع عن سمسار بحي السيدة قادر على أن يجد له قطعة أرض بناء واسعة بالوسائل التي يلجأ إليها المغتصبون. ذهب إليه وكان اسمه محروس الزيني. - يا عم محروس صباح الخير. - أهلا وسهلا. تفضل. - الحمد لله ليس معنا أحد، وأستطيع أن أحدثك فيما جئتك فيه. - أنا تحت أمرك. - أريد قطعة أرض يكون صاحبها مجهولا. - ماذا؟ لا، لا يا عم، حد الله بيننا وبين الحرام. - لك حق أنت لا تعرفني، هذه هي بطاقتي انقل الاسم عندك، واسأل عني، وآتي إليك بعد ثلاثة أيام. - ثلاثة لا تكفي. - بل تكفي، الوقت عندي مهم.
وفي خبرة التاجر المتمرس أدرك محروس أن محدثه ليس مدسوسا عليه من جهة أمن، أو أي جهة حكومية، قال له: مكتوب في البطاقة صراف. - كنت، وتركت الصرافة منذ سنوات عديدة، وأضف على اسم البطاقة لقب الحاج أيضا، فأنا لم أكن حججت حين استخرجتها.
قال محروس: قل ما تريد الآن. - أنت تعرف ما أريد. - عندي قطعة أرض مساحتها ألفا متر تساوي سبعة ملايين جنيه صاحبها هاجر منذ سنوات، ويمكن القيام بإجراءاتها. - ما هي هذه الإجراءات؟ - من الذي دلك علي؟ - كثيرون. - أهمهم؟ - مسعود سليم زميلي السابق. - إنه يعرفني كل المعرفة. - وأنت أيضا تعرفه كل المعرفة. - إذن اترك لي هذه الإجراءات، ولنتكلم في نصيبي. - المبلغ الذي تقدره. - الأرض تساوي كثيرا. - فماذا تقدر لنفسك؟ - لنفسي فقط أم للذين سيتعاونون معي؟ - حدثنا عن نفسك أولا. - لن أقول مائة ألف، بل سبعين فقط. - اجعلهم ستين، وخذ عد هذه الجنيهات.
Shafi da ba'a sani ba