Launuka da Amsoshin Dan Adam
الألوان والاستجابات البشرية
Nau'ikan
يتناول هذا الفصل الانبعاثات، المرئية وغير المرئية، والهالات، والجسم النجمي، والتفريغ الهالي، وجسم البيوبلازما (الجسد الأثيري)، والمصطلحات الحديثة؛ مثل: الديناميكا الكهربية، والسايكوترونية، والديناميكا الحيوية، التي أصبحت في السنوات الأخيرة أمورا خاضعة للتحقيق العلمي الجاد، بالإضافة إلى كونها أمورا تستخدم في استغلال العامة.
بصفتي كاتبا في مجال الألوان، فإنني كثيرا ما يوجه لي انتقادات بسبب اهتمامي بالأمور الباطنية، وتوجهي نحو الأمور الروحية والصوفية. وكثير من الرقباء على كتبي يصرون على تقديم «الحقائق»، وهو ما لا أستطيع الوفاء به في أغلب الأحيان. وهذا لا يضايقني على نحو مبالغ فيه؛ فالعالم يعج بالألغاز التي ليس لها تفسير واضح، لا سيما ما يتعلق بالظواهر المرتبطة بالأمور النفسية. ودفاعا عن نفسي، دعوني أذكر الرائع ألبرت أينشتاين الذي قال معترفا: «أنا لم أتوصل إلى فهمي للقوانين الأساسية للكون من خلال عقلي المنطقي.» وقد عمل توماس إديسون على اختراع جهاز للتواصل مع الموتى، وكان فرويد مفتونا بالظواهر الروحانية (الأحلام!) وكتب أبحاثا عن التخاطر والباطنية، وكان يونج مهتما باستجابات الجلد وكتب أن: «النشاط الكهربي للجلد يتغير تغيرا لافتا للنظر عند سماع أذني (الشخص) كلمات مرتبطة بالمشاعر.» أنا معجب باستنتاج بي دبليو كوير في كتابه «الألوان وشخصيتها»؛ حيث قال: «علم الظواهر لا يقدم أي حقائق على الإطلاق ... (فهو) يتناول الألوان «على قدر» تجربتنا معها فحسب، ولا يتناولها كحقيقة مادية أو مفهوم مجرد؛ فهو يتعامل مع الراصد فقط على قدر تجربته مع الألوان، ولا يتعامل معه باعتباره آلية فسيولوجية.»
إن اهتمام الشخص بالباطنية ينعكس بالتأكيد على بقية معتقداته. يمكن تقديم حجج لإثبات أو نفي وجود الآلهة. أما المهم بالنسبة لعقلي، فهو انبهار الإنسان بالأمور التي تفوق قدرته على الفهم. وهذا هو رأيي. لماذا يؤمن ملايين البشر بالقوى الخارقة للطبيعة وبالتنجيم؟ لماذا هم مخرفون، وساذجون، ويصدقون الألغاز التي تبدو ضعيفة منطقيا أو غير منطقية من منظور الحقائق؟ (1) الصوفية القديمة والحديثة
في الاتجاه الصوفي، استخدمت الحضارات القديمة كلها تقريبا الألوان كرمز للصفات السامية للثقافة البشرية، ورغم ذلك وجد بعض الفلاسفة الذين تجاوزوا الرمزية الرسمية للألغاز ودرسوا الضوء الهالي الذي كان يعتقد أنه ينبعث من جسم الإنسان. وهنا، في هذا الضوء الهالي، يمكن أن نجد العلامات الحقيقية للثقافة واضحة لا تخطئها عين، مثل قوس قزح، مرئية، وفعلية، وفيها نجد الإشارة الحقيقية إلى الصفات المتأصلة في الإنسان، خيرها وشرها.
يشبه الإنسان بالجسم السماوي الذي يشع انبعاثات ضوئية. ويشير هذا المفهوم عادة إلى الشمس أو إلى إله أعلى غير مرئي تمنح أشعته الحياة والروح للبشر. وكانت الهالات والملابس والشعارات والجواهر والزخارف التي استخدموها على أنفسهم كأشخاص، أو استخدموها على تماثيل آلهتهم ترمز إلى الطاقات الروحية المنبعثة من الجسم. ومثل غطاء الرأس المزخرف لدى القديس المصري والهالة لدى القديس المسيحي الأجسام الهالية للأشخاص المختارين من قبل السماء. وكانوا يفترضون أن هذه التدفقات تنصب من على سطح الجسم، وأن ألوانها كانت مقياسا للتطور الثقافي، والكمال الروحي، والصحة البدنية.
يرى الصوفيون أن كل النباتات والحيوانات تصدر هالات (وقد أثبت هذا الأمر في العصور الحديثة). وفي الإنسان، كانت هذه الهالة جزءا من هويته بقدر ما هي جزء من جسمه. وقد قال أشخاص مشهورون أمثال بنفينوتو تشيلليني: «منذ ذلك الوقت الذي رأيت فيه تلك الرؤيا الغريبة وحتى الآن، استقرت هالة من المجد (أروع من وصفها) فوق رأسي. يراها كل شخص اخترت أن أريها له، لكن هؤلاء الأشخاص كان عددهم قليلا للغاية. يمكن مشاهدة هذه الهالة فوق ظلي في الصباح منذ شروق الشمس ولمدة حوالي ساعتين، وترى على نحو أفضل بكثير عندما يكون العشب مبللا بالندى.»
قدم إدوين دي بابيت، في كتابه الشهير «مبادئ الضوء واللون»، الكثير من المعلومات القيمة عن عمل السيدة ميني ويستون المتعلق بالألوان الروحية التي يقال إنها تصدر من الدماغ. وكونت هذه الألوان ما أطلق عليه بابيت «الغلاف الأودي». وأوضح في البداية الحاجة إلى وجود تناغم بين انبعاثات العالم والجسم البشري، وأوصى بضرورة أن ينام الشخص ورأسه متجه نحو الشمال كي «يرقد في اتجاه خط الزوال المغناطيسي» (وكانت أسوأ وضعية هي اتجاه الرأس ناحية الغرب)، وقال إن الضوء الأودي يظهر بأشكال متعددة؛ فيظهر على هيئة الوهج، وعلى هيئة لهب، وعلى هيئة خيوط من نور أو وميض أو سديم، وعلى هيئة دخان، وعلى هيئة شرارات. وكان يعتقد أن الغلاف الأودي أرفع مرتين من الغلاف العادي؛ لأن انبعاثاته كان يفترض أنها أرفع مرتين من انبعاثات الضوء.
وأعلن الوسيط الروحاني إدجار كايس مؤخرا أنه رأى ألوانا تحيط بمعظم الأشخاص، ورغم ذلك فقد كانت تفسيراته لهذه الألوان هي تفسيرات الصوفيين على نحو تقليدي؛ فكان الأحمر يرمز إلى القوة والحيوية والطاقة، وكان البرتقالي يرمز إلى الفكر والتأمل، والأصفر إلى الصحة والعافية، والأخضر كان لون الشفاء، والأزرق كان لون الروح، والنيلي والبنفسجي كانا يشيران إلى الأشخاص الباحثين عن الخبرة الدينية. وعلى نهج أسلافه كتب: «اللون المثالي، بطبيعة الحال، هو الأبيض. وهذا ما نسعى جميعنا إليه. فإذا كانت أرواحنا في توازن مثالي، فإن كل انبعاثاتنا الملونة سوف تمتزج ويصبح لدينا هالة من الأبيض النقي.» وتنبأ إدجار كيس بالأهمية العملية الكبرى لدراسة الهالة. ويمكن تفسيرها بغرض التشخيص والمعالجة، وسنرى هذا الأمر في الصفحات المقبلة. وحذر قائلا: «لكني لا أعتقد أن المعالجة بالألوان ستصبح منتشرة أو عملية إلى أن نقبل حقيقة الهالات ونعتاد على قراءتها؛ كي نكتشف الخلل الذي يسبب الإزعاج للشخص.» (2) النهج السريري
يوجد في الألوان عامل نفسي، وجذاب، وعاطفي، وملهم من جميع النواحي، ويشبه القوى الخفية. وقبل مناقشة الأمور التي يرغب الطب الحديث في الاعتراف بها فيما يخص الألوان والهالة، دعوني أنتقل من وجهة النظر الباطنية إلى وجهة النظر السريرية. إن دراسة الهالة المحيطة بالبشر ودراسة الضوء النجمي لا تعتبر دائما ضربا من ضروب الصوفية والسحر، بل إن أكثر الأشخاص ارتيابا مجبر على الاعتراف بوجود انبعاثات من نوع ما تصدر عن الجسم البشري. وهذه الانبعاثات لا يمكن الشعور بها فحسب مثل الحرارة أو الرائحة، بل في ظل الظروف المناسبة يمكن رؤيتها بالفعل. وقد كتب السير أوليفر لودج؛ الذي كان منجذبا للظواهر الروحية، فقال: «تميل كل الأدلة إلى إقناعي بأننا نمتلك جسما أثيريا بالإضافة إلى الجسم المادي ... فهذه هي الهوية المنظمة التي تكون الجسم.» (2-1) العظيم فرانز ميسمر
إن الجسر الذي يربط ما بين الانبعاثات النجمية الصوفية ومجالات الطاقة التي يعترف بها العلم الحديث شهد عبورا مبدئيا منذ فترة طويلة تعود إلى القرن السابع عشر؛ ففي عام 1679، كتب ويليام ماكسويل أطروحة بعنوان «الطب المغناطيسي» قال فيها: «إن الأشعة المادية تتدفق من كل الأجسام التي تعمل فيها الروح بموجب وجودها، ومن خلال هذه الأشعة تنتشر الطاقة والقدرة على العمل. الروح الحيوية التي نزلت من السماء نقية وغير متغيرة وكاملة هي أم روح الحياة الموجودة في كل شيء. وإذا استغللت هذه الروح الكونية من خلال الكائنات المحملة بها، فإنك بهذه الطريقة تستدعي لمساعدتك سر العصور الأكبر. إن الطب الكوني ما هو إلا الروح الحيوية مكررة في الشخص المناسب.»
Shafi da ba'a sani ba