Launuka da Amsoshin Dan Adam
الألوان والاستجابات البشرية
Nau'ikan
الفصل الرابع
الاستجابة العاطفية
لدي خبرة كبيرة في تطبيقات الألوان في البيئات البشرية، لكن خبرتي في استخدامها في المنازل أقل من خبرتي في استخدامها في الصناعات والمؤسسات التي تزاول فيها مهام العمل، أو يكون لزاما فيها ضمان السلامة البصرية والبدنية والعاطفية الجيدة. ولقد أجري عدد من الاختبارات السريرية كانت مهتمة في الأساس بإجهاد العين وتأثيره على الجسم وإطار الذهن، واستخدمت أجهزة خاصة بالعيون لقياس معدل رمش العين وإجهاد الشبكية، مع استدعاء متخصصي العيون لفحص الحاجة إلى العلاج الطبي أو إلى نظارات تصحيح الإبصار بعد فترات محددة من الوقت.
اكتسبت هذه الشهادة مباشرة وبسهولة؛ لأنه من الممكن استخدام الأجهزة وتسجيل بيانات حقيقية، لكن في المجالات النفسية لا يكون اتباع المنهج الواقعي و«العلمي» بهذه السهولة. إن أجسام البشر متشابهة للغاية، لكن عقولهم وأرواحهم مختلفة جذريا. ولطالما كان من الصعب إجراء أبحاث في مجال علم النفس. إن الاستجابات الواعية تجاه الألوان أو أي شيء آخر ليست ضرورية على الإطلاق مثل الاستجابات غير الواعية، ومن الممكن أن يحدث التداخل بينهما؛ ففي الفنون على سبيل المثال، يوجد أشخاص يفضلون الواقعية، ويكرهون التجريدية، والعكس أيضا صحيح. وبالتأكيد فإن أيا من هذين التوجهين ليس صحيحا أو مطلقا بالنسبة «لكل» الأشخاص.
هل الألوان «دافئة» و«باردة»؟ منذ عدة سنوات أجريت دراسة في مجال الإضاءة وكانت نتائجها سلبية، وأعلن «دليل الإضاءة» الصادر عن جمعية هندسة الإضاءة أن هذا الزعم: «يبدو أنه ليس له أساس في حقيقة الأمر.» إن كلمة «حقيقة» تثير المشاكل دائما فيما يتعلق بأي شيء عاطفي. إن حقائق الجوع يمكن قياسها في ضوء تدفق العصارات الهضمية في معدة الشخص، لكن من سيشعر «بالجوع» إذا وضع أحد التقنيين أنبوبا مطاطيا داخل المعدة لاستخراج العصائر! لا بد من قبول أدلة الحواس سواء أكانت حقائق أم لم تكن حقائق. فإذا كان الأحمر لونا دافئا بالنسبة لك، وكان لونا باردا بالنسبة لي، فكلتاهما حقيقة، لكنها حقيقة شخصية بالنسبة لكل منا.
يتناول هذا الفصل الاستجابات العاطفية للألوان. إن الدراسات المقدمة والنتائج الموصوفة في هذا الفصل خاضعة بكل صراحة للتشكيك والخلاف حولها، وأقدمها على أي حال مدركا تماما «حقيقة» أنه إذا كانت الاستجابات الفردية تختلف، فإن الاستجابات الشائعة بين مجموعة من الأشخاص يمكن أن تكون مبررا كافيا للوصول إلى استنتاجات من الممكن قبولها. ليس لزاما على الجميع قبول أن الأحمر لون دافئ، لكن إذا قبل ذلك غالبية الأفراد، فسيكون هذا كافيا. وتصف الفصول القادمة الأجهزة (البوليجراف وجهاز رسم المخ) المستخدمة في تسجيل الاستجابات البشرية تجاه الألوان. أما في الوقت الراهن، فدعوني أصف التجارب القديمة والحديثة المتعلقة بالألوان والاستجابة العاطفية.
قد لا تكون الاستجابات العاطفية للألوان غامضة ومراوغة كما اعتقد البعض، وربما يكون لها أساس فسيولوجي وأساس نفسي أيضا. وقد كتب كندريك سي سميث؛ الرئيس السابق للجمعية الأمريكية لعلم البيولوجيا الضوئية، فقال: «إن الآثار النفسية للضوء، لا سيما الضوء الملون، معروفة جيدا، لكنها ليست مفهومة جيدا. إن هذه الآثار قد ترتبط بعلاقة سببية مع العمليات البيولوجية الصرفة التي يستثيرها الضوء في الدماغ. وهذا بدوره سوف يؤثر على السلوك النفسي. وشدة الضوء بالإضافة إلى نوعية الطول الموجي من الممكن أن تغيرا الإنتاجية والحالة المزاجية.» ويوافقه الرأي جون أوط فيقول: «وراء الاستجابات النفسية للألوان استجابات أساسية أكثر لأطوال موجية محددة للطاقة الإشعاعية.» (1) عودة إلى التاريخ
في عام 1875، زود طبيب أوروبي اسمه بونزا عدة غرف بنوافذ من الزجاج الملون، والحوائط الملونة، والأثاث الملون. وكان الأحمر والأزرق هما اللونين المستخدمين في الأساس. فيما يتعلق باللون الأحمر كتب يقول: «بعد قضاء رجل يعاني من هذيان يتسم بقلة الكلام ثلاث ساعات في غرفة حمراء، أصبح مسرورا ومبتهجا، وفي اليوم الذي أعقب دخول رجل مجنون كان يرفض كل أنواع الطعام إلى الغرفة، طلب الفطور وتناوله بنهم مفاجئ.» وفيما يخص اللون الأزرق «وضع رجل عنيف كان لزاما إبقاؤه مرتديا قميص المجانين في غرفة النافذة الزرقاء، وبعد أقل من ساعة أصبح أهدأ.» ورغم ذلك، ففي الوقت الحاضر لم يعد ملاذ الغرفة الحمراء والغرفة الزرقاء موجودا. لقد طبق الطب معالجات وطرقا ومعدات وعقاقير جديدة. وأصبح استخدام الألوان، عند تخصيصه للبيئات، معقدا إلى حد كبير، كما سنوضح في الفصل الثامن. والألوان بطبيعة الحال ليست علاجا، لكنها مفيدة في المساعدة في إثارة حالة مزاجية لطيفة في البشر. وهذه الحالة ضرورية دائما لتحقيق أفضل رعاية طبية.
في عام 1910، لفت شتاين الانتباه إلى توترية عضلية عامة في الاستجابات العضلية في الجسم البشري بفعل الضوء. وتشير كلمة «توترية» إلى حالة النشاط الثابت التي يحافظ عليها الجسم. وتعد حالة التوتر العضلي والاسترخاء العضلي على سبيل المثال تغيرات توترية. وكلتا الحالتين واضحتان، وممكن قياسهما إلى حد ما، فضلا عن كونهما دليلا جيدا على تأثير الألوان. واكتشف فير أن اللون الأحمر يزيد التوتر العضلي من 23 وحدة؛ وهو معدله الطبيعي، إلى 42 وحدة، وأن البرتقالي يزيد الوحدات إلى 35، والأصفر إلى 30، والأخضر إلى 28، والأزرق إلى 24، وكلها معدلات فوق المعدل الطبيعي. ورغم ذلك، ففي العموم نجد أن ألوان الطيف الدافئة مثيرة، بينما الألوان الباردة باعثة على الاسترخاء.
من خلال الإثارة البصرية، لاحظ إيه ميتسجر أنه عند تسليط الضوء على عين واحدة لكثير من الحيوانات والبشر يمكن حدوث حالة توتر عضلي في نصف الجسم المرتبط بهذه العين. وصاحب هذه التغيرات التوترية تغيرات في «الأحاسيس السطحية والعميقة. وأظهرت كلتاهما اعتمادها الثابت على المثيرات البصرية.» واستنتج أن تأثير الضوء لم يشمل العضلات فحسب، بل كان مؤثرا في إحداث تغيرات في جسم الكائن كله.
Shafi da ba'a sani ba