قال: فاتنتي!
قلت: لقد كنت أهم بأن أقول لك أمس إنه ليس من الحكمة أن تجيء إلى هذا البيت.
فوقف يحدجني بنظر مشدوه أليم!
ومضيت أقول: إن من رأي زوجي أن تقتني لنفسك أداة كاتبة فذلك خير وأجدى.
قال: ويلتا ...!
وما كنت إلى ذلك العهد سمعت صرخة مخلوق آدمي في عذاب المحتضر، فقد هزتني صرخته تلك، ولكني ناديت شجاعتي.
فقلت: إن كانت لك أشياء فخذها.
قال: ليس لي شيء آخذه.
ووقف ينظر إلى وجهي مليا وهو جامد في مكانه لا حراك به، حتى لقد هممت أن أصيح من فرط الرعب الذي استحوذ على نفسي لمشهد عينيه الهاشتين، وشفتيه الراعشتين، ولما حاولت أن آخذ يده في يدي لإمساكة الوداع، راح يضحك ضحكات مجنونة مرعبة، وانثنى يقول: إنك لكاذبة! ... إنك لكاذبة! ... ودفعني عنه وانطلق لا يلوي على شيء ... •••
وبعد ستة أشهر من ذلك الوداع الأليم، انتهى إلى مسمعي نبأ ما جرى، فقد أصاب الغلام داء دوي، لا يسلم المصاب به من شره، ولما علم بخافية دائه أطلق النار على رأسه فكان من الهالكين!
Shafi da ba'a sani ba