129

الصوم جنة

الصوم جنة

Nau'ikan

١٤- قيام رمضان (ومنه صلاة التراويح) (١٨٨) . يقول الله تعالى في وصف عباده المؤمنين: ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ *﴾ [السَّجدَة: ١٦]، ويقول نبيُّه الكريم ﷺ: «من قام رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدَّم من ذنبه» (١٨٩) . ويقول ﵊: «صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح، صلّى ركعة واحدة توتر له ما قد صلّى» (١٩٠) . وكان من هَدْيه ﷺ الترغيب بقيام الليل في رمضان وغيره، قال ﷺ: «أفضل الصلاة بعد الصلاة المكتوبة، الصلاةُ في جوف الليل» (١٩١)، وقد وصفت عائشة ﵂ صلاة النبيِّ ﷺ بقولها: «ما كان رسول الله ﷺ يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلّي أربعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطولِهِنَّ، ثم يصلّي أربعًا فلا تسل عن حُسْنِهِنَّ وطولِهِنَّ، ثم يصلِّي ثلاثًا» . قالت عائشة: فقلت: يا رسول الله أتنام قبل أن توتر؟ فقال: «يا عائشة إن عينيَّ تنامان ولا ينام قلبي» (١٩٢) . ومن هَدْيه

(١٨٨) [التراويح جمع ترويحة، وهي المرة الواحدة من الراحة، كتسليمة من السلام. سميت الصلاة في الجماعة في ليالي رمضان: التراويح؛ لأنهم أول ما اجتمعوا عليها كانوا يستريحون بين كل تسليمتين] . انظر: الفتح (٤/٢٩٤) . (١٨٩) تقدم تخريجه بالهامش ذي الرقم (٢٧) . ومعنى قوله ﷺ: «إِيْمَانًا»، أي: تصديقًا بوعد الله بالثواب عليه، و«احْتِسَابًا»، أي: طلبًا للأجر، لا لقصدٍ آخر من رياء أو نحوه. انظر: الفتح (٤/٢٩٦) . (١٩٠) متفق عليه من حديث ابن عمر ﵄: أخرجه البخاري؛ كتاب: الوتر، باب: ما جاء في الوتر، برقم (٩٩٠) . ومسلم؛ كتاب: صلاة المسافرين وقَصْرِها، باب: صلاة الليل مثنى مثنى، برقم (٧٤٩) . (١٩١) جزء من حديث أخرجه مسلم؛ كتاب: الصيام، باب: فضل صوم المُحرَّم، برقم (١١٦٣)، عن أبي هريرة ﵁. (١٩٢) متفق عليه من حديث عائشة ﵂: أخرجه البخاري؛ كتاب: التهجد، باب: قيام النبيِّ ﷺ بالليل في رمضان وغيره برقم (١١٤٧)، ومسلم؛ كتاب: صلاة المسافرين وقَصْرِها، باب: صلاة الليل وعدد ركعات النبي ﷺ في الليل، برقم (٧٣٨) .

1 / 135