71

السنة والتشريع - موسى شاهين لاشين

السنة والتشريع - موسى شاهين لاشين

Mai Buga Littafi

مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف هدية شهر شعبان ١٤١١ هـ

Inda aka buga

مجلة الأزهر

Nau'ikan

أعجب لذلك ويعجب المسلمون، لفرق بديهي، هو أنَّ جبريل كان ينزل بعد اجتهاد محمد ﷺ، فلو لم يكن ما قرَّرهُ محمد ﷺ حُكم الله لَعَدَّلَهُ، فحيث لم يُعَدِّلْهُ أصبح اجتهاده تشريعًا من الله، ثم إنَّ الله تعالى أمرنا بطاعة محمد ﷺ والأخذ عنه: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ (١). وليس كذلك الباحث. وهكذا وصل الباحث برسول الله ﷺ حدًّا لا يقبله لنفسه، وصل إلى: ١ - محمد ﷺ يجتهد ويخطئ. ٢ - محمد ﷺ يردُّهُ من حوله من أصحابه، ويُصَحِّحُون له الخطأ. ٣ - محمد ﷺ يتَّخِذُ القرار، ويرجع عنه قبل أنْ يجِفَّ مدادُهُ. ٤ - محمد ﷺ يخالفه الصحابة، ويتَّخذُون قرارات مناقضة لقراره، ويضربون بأحكامه عرض الحائط. ٥ - محمد ﷺ يخالفه التابعون، ويُقرِّرُون ما رفض أنْ قرَّرَهُ. ٦ - محمد ﷺ يجوز لنا أن نجتهد كما اجتهد، ولو أدَّى اجتهادنا إلى غير ما قرَّرَهُ. هكذا؟ فماذا أبقى لمحمد ﷺ من القدسية والرسالة؟ إنَّ شبهة اجتهاد الرسول ﷺ هي التي انزلق منها الباحث

(١) [الحشر: ٧].

1 / 72