السنة النبوية وحي - شيخة بنت مفرج
السنة النبوية وحي - شيخة بنت مفرج
Mai Buga Littafi
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
Nau'ikan
المقدمة:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وبعد.
فإن من أفضل العلوم بعد كتاب الله سنة رسول الله ﷺ، إذ السنة رديفة القرآن وهي جلاؤه وبيانه، فهي المصدر الثاني للتشريع بعد كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديهِ ولا من خلفهِ.
ولقد وكل الله إلى رسوله تبيان هذا الكتاب بقوله: ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾ [النحل:٤٤] والرسول ﷺ في بيانه للقرآن الكريم لا ينطق عن الهوى ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ [النجم:٤] .
ولما كان للسنة النبوية هذه المكانة العظمى، عرف السلف الصالح للسنة قدرها فرعوها حق رعايتها، وحفظوها في الصدور وأودعوها سويداء القلوب، ودونوها في المصنفات والكتب، وحكموها في شؤونهم.
وفي هذه الوريقات بعض بيان لأمور تتعلق بهذا النبع الصافي، والمورد العذب أجملتهُ في تمهيد وفصلين: -
1 / 1
التمهيد: معنى السنة في اللغة والشرع.
الفصل الأول: إثبات أن السنة وحي من الله.
وتحته مبحثان:-
المبحث الأول: بما ورد في كتاب الله.
المبحث الثاني: بما جاء في السنة والآثار.
الفصل الثاني: كيف حفظت السنة؟
وتحته ثلاثة مباحث:-
المبحث الأول: جهود الصحابة في حفظ السنة في عهد النبي ﷺ.
المبحث الثاني: جهود الصحابة والتابعين في حفظ السنة بعد وفاة النبي ﷺ.
المبحث الثالث: جهود أتباع التابعين في حفظ السنة.
والله أسأل أن يوفقنا لخدمة العلم والدين، وأن ينفعنا بما علمنا وأن يحفظ شرعه القويم - كما وعد - إلى قيام الساعة، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
1 / 2
تمهيد:
تعريف السنة لغةً واصطلاحًا
أ - السنة لغةً:
السنة: الطريقة، كذا في القاموس (١)، ولسان العرب (٢) .
وقال صاحب اللسان نقلًا عن شمر: «السنة في الأصل سنة الطريق، وهو طريق سنه أوائل الناس فصار مسلكًا لمن بعدهم» .
إذًا فالسنة في اللغة: الطريقة محمودة ً كانت أو مذمومة، ومنه قوله ﷺ "من سَنَّ سُنَّةً حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سَنَّ سُنَّة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة" (٣)، ومنه حديث "لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا ًبشبر وذراعًا بذراع" (٤) .
_________
(١) القاموس المحيط مادة: سنن ص ١٥٥٨.
(٢) لسان العرب مادة: سنن ٣/٢١٢٤.
(٣) أخرجه مسلم في صحيحه ٤/٢٠٥٩، كتاب العلم باب من سن سنة حسنة أو سيئة ح١٥، (١٠١٧) .
(٤) أخرجه البخاري كما في الفتح ٦/٤٩٥، وكتاب أحاديث الأنبياء باب ذكر بني إسرائيل ح٣٤٥٦، وأخرجه مسلم ٤/٢٠٥٤ كتاب العلم، باب اتباع سنن اليهود والنصارى ح ٦ (٢٦٦٩) .
1 / 3
كلمة السنة واستعمالاتها في القرآن الكريم:
١) قال الله تعالى: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [النساء:٢٦]
قال ابن كثير (١) في معنى الآية: يعني طرائقهم الحميدة واتباع شرائعه التي يحبها ويرضاها.
٢) وقال تعالى: ﴿قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ﴾
[الأنفال:٣٨]
قال ابن كثير: «أي قد مضت سنتنا في الأولين.....» (٢)
٣) وقال تعالى: ﴿سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا﴾ [الإسراء:٧٧]
قال ابن كثير: «سنة من قد أرسلنا - الآية: أي هكذا عادتنا في الذين كفروا برسلنا وآذوهم..» (٣)
٤) وقال تعالى: ﴿سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا﴾
[الفتح:٢٣]
وقال ابن كثير: «أي هذه سنة الله وعادته في خلقه» (٤)
ويستخلص من النصوص القرآنية أن الكلمة قد استعملت في القرآن الكريم بمعنى الطريقة والعادة.
_________
(١) تفسير ابن كثير ٢: ٢٣٣ سورة النساء.
(٢) تفسير ابن كثير ٣: ٥٩٦ سورة الأنفال.
(٣) تفسير ابن كثير ٥: ٩٨٢ سورة الإسراء.
(٤) تفسير ابن كثير ٧: ٣٢٣ سورة الفتح.
1 / 4
كلمة السنة وبعض استعمالاتها في كلام الرسول ﷺ:
١) روى عطاء بن يسار عن أبي سعيد ﵁ أن النبي ﷺ قال: "لتتبِعُنَّ سَنَنَ من كان قبلكم شبرا ًبشبر وذراعًا بذراع". (١)
قال ابن حجر في شرحه: لتتبعن «سنن» بفتح المهملة أي طريق. (٢)
٢) قال «حميد بن أبي حميد الطويل: أنه سمع أنس بن مالك ﵁ يقول: فجاء رسول الله ﷺ، فقال "أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني" (٣)
قال ابن حجر: "فمن رغب عن سنتي فليس مني"، المراد بالسنة الطريقة، لا التي تقابل الفرض.....» . (٤)
٣) قال ابن بريدة: «حدثني عبد الله المزني ﵁ عن النبي ﷺ قال: "صلوا قبل صلاة المغرب - قال في الثالثة - لمن شاء، كراهية أن يتخذها الناس سنة" (٥)
قال ابن حجر: ومعنى قوله: سنة أي شريعة وطريقة لازمة. (٦)
_________
(١) أخرجه البخاري في صحيحه مع الفتح ٦/٤٩٥ كتاب أحاديث الأنبياء، باب ذكر بني إسرائيل ح ٣٤٥٦.
(٢) فتح الباري ٦: ٤٩٨.
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه مع الفتح ٩/١٠٤، كتاب النكاح، باب الترغيب في النكاح، ح ٥٠٦٣، وأخرجه مسلم ٢/١٠٢٠ كتاب النكاح، باب استحباب النكاح،ح ٥ (١٤٠١)
(٤) فتح الباري ٩: ١٠٥.
(٥) أخرجه البخاري في صحيحه مع الفتح ٣/٦٠، كتاب التهجد، باب الصلاة قبل المغرب، ح ١١٨٣.
(٦) فتح الباري ٣: ٦٠.
1 / 5
٤) قال جرير بن عبد الله ﵁: "جاء ناس من الأعراب إلى رسول الله ﷺ وعليهم الصوف، فرأى سوء حالهم، قد أصابتهم حاجة، فحث الناس على الصدقة، فأبطؤوا عنه،حتى رؤي ذلك في وجهه، قال: ثم إن رجلا من الأنصار جاء بصرة من ورق، ثم جاء آخر، ثم تتابعوا حتى عرف السرور في وجهه، فقال رسول الله ﷺ: من سَنَّ في الإسلام سنة حسنة، فعل بها بعده كتب له مثل أجر من عمل بها ولا ينقص من أجورهم شيء، ومن سَنَّ في الإسلام سنةً سيئة فعل بها بعده كتب عليه مثل وزر من عمل بها ولا ينقص من أوزارهم شيء" (١) .
٥) روى ابن عباس ﵄ أن النبي ﷺ قال: "أبغض الناس إلى الله ثلاثة: ملحد في الحرم، ومبتغ في الإسلام سنة الجاهلية، ومطلب دم امرئ بغير حق ليهريق دمه" (٢)
٦) قال سالم "كان عبد الله بن عمر ﵄ يفتي بالذي أنزل الله ﷿ من الرخصة بالتمتع وسن رسول الله ﷺ فيه: فيقول ناس لابن عمر: كيف تخالف أباك؟ وقد نهى عن ذلك، فيقول لهم عبد الله: ويلكم ألا تتقون الله. إن كان عمر نهى عن ذلك فيبتغي فيه الخير، يلتمس به تمام العمرة، فلم تحرمون ذلك؟ وقد أحلَّه الله وعمل به
_________
(١) أخرجه مسلم ٤/٢٠٥٩،كتاب العلم، باب من سن سنة حسنة أو سيئة ح ١٥ (١٠١٧) .
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه مع الفتح ١٢/٢١٠ كتاب الديات، باب من طلب دم امرئ بغير حق،ح ٦٨٨٢.
1 / 6
رسول الله ﷺ. أفرسول الله ﷺ أحق أن تتبعوا سنته أم سنة عمر؟ " (١)
في ضوء هذه النصوص يمكن القول بأن النبي ﷺ استعمل كلمة «السنة» بمعناها اللغوي أي الطريقة.
ونجد في دواوين السنة عشرات النصوص وردت فيها كلمة السنة وهي في معناها لا تخرج عن الطريقة والسيرة المتبعة.
قال ابن الأثير في النهاية: قد تكرر في الحديث ذكر «السنة» وما تصرف منها.
والأصل فيها الطريقة والسيرة، وإذا أطلقت في الشرع فإنما يراد بها ما أمر به النبي ﷺ ونهى عنه وندب إليه قولا وفعلا، مما لم ينطق به الكتاب العزيز ولهذا يقال في أدلة الشرع: الكتاب، والسنة، أي: القرآن والحديث. (٢)
كلمة السنة في دواوين العرب:
١- قال خالد بن عتبة الهذلي:
فلا تجزعن من سنة أنت سرتها ... وأول راض سنة من يسيرها
فإن التي فينا زعمت ومثلها ... لفيك، ولكني أراك تجورها
٢- وقال لبيد (أحد أصحاب المعلقات):
من معشر سنت لهم آباؤهم ... ولكل قوم سنة وإمامها
_________
(١) أخرجه أحمد بن حنبل في المسند ٢: ٩٥ مسند عبد الله بن عمر، قال أحمد شاكر في تحقيقه للمسند ح٥٧٠٠: إسناده صحيح.
(٢) النهاية ٢: ٤٠٩، مادة (سنن) .
1 / 7
٣- وقال حسان بن ثابت:
إن الذوائب من فهر وإخوتهم ... قد بينوا سنة للناس تتبع
٤- وقال الفرزدق:
فجاء بسنة العمرين فيها ... شفاء للصدور من السقام
في ضوء النصوص السابقة، يمكننا أن نقول: أن كلمة السنة استعملها الشعراء في الجاهلية والإسلام بمعناها اللغوي، أي الطريقة المتبعة سواء كانت حسنة أو قبيحة.
خلاصة القول:
لقد استعمل الجاهليون كلمة السنة في قصائدهم بمعنى الطريقة
واستعملت في القرآن بمعنى الطريقة والعادة، والمعنى كما رأينا راجع إلى الأول. واستعملها الرسول ﷺ في هذا المعنى كما رأينا في حديث ابن عمر.
ونقلت الكلمة من عمومها هذا إلى المعنى الاصطلاحي الآتي ذكره عند المسلمين وأضيف إليها (أل التعريف) أي طريق رسول الله ﷺ وشريعته. وليس معنى هذا أن معناها اللغوي قد بطل أو انعدم، بل بقي استعمالها ولكن في نطاق ضيق (١) .
_________
(١) تم جمع مادة المعنى اللغوي بتصرف من كتاب: دراسات في الحديث النبوي للأعظمي، وكتاب: السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي للسباعي.
1 / 8
ب- السنة اصطلاحًا:
يختلف معنى السنة في اصطلاح أهل الشرع حسب اختلاف فنونهم وأغراضهم، فهي عند الأصوليين غيرها عند المحدثين والفقهاء. ولذلك نرى مدلول معناها من خلال أبحاثهم.
(١) فعلماء الحديث إنما بحثوا عن رسول الله ﷺ الإمام الهادي، الذي أخبر عنه أنه أسوة لنا وقدوة، فنقلوا كل ما يتصل به من سيرة، وخلق، وشمائل، وأخبار، وأقوال، وأفعال، سواء أثبت ذلك حكما شرعيا أم لا.
إذًا السنة في اصطلاح المحدثين هي:
كل ما أُثر عن النبي ﷺ من قول، أو فعل، أو تقرير، أو صفة خَلْقية أو خُلُقية، أو سيرة سواء أكان ذلك قبل البعثة كتحنثه في غار حراء، أم بعدها. والسنة بهذا المعنى مرادفة للحديث النبوي.
(٢) وعلماء الأصول إنما بحثوا عن رسول الله ﷺ المشرع الذي يضع القواعد للمجتهدين من بعده، ويبين للناس دستور الحياة، ولذلك عنوا بأقواله، وأفعاله، وتقريراته التي تثبت الأحكام وتقررها.
إذًا السنة في اصطلاح الأصوليين هي:
ما نقل عن النبي ﷺ من قول أو فعل أو تقرير.
فمثال القول:
ما تحدث به النبي ﷺ في مختلف المناسبات مما يتعلق بتشريع الأحكام
1 / 9
كقوله ﵊ "إنما الأعمال بالنيات" (١) . وقوله: "البيعان بالخيار ما لم يتفرقا" (٢) .
ومثال الفعل:
ما نقله الصحابة من أفعال النبي ﷺ في شؤون العبادة وغيرها، كأداء الصلوات، ومناسك الحج، وآداب الصيام، وقضائه بالشاهد واليمين.
ومثال التقرير:
ما أقره الرسول ﷺ من أفعال صدرت عن بعض أصحابه بسكوت منه مع دلالة الرضا، أو بإظهار استحسان وتأييد.
فمن الأول، إقراره ﵊ لاجتهاد الصحابة في أمر صلاة العصر في غزوة بني قريظة حين قال لهم "لا يُصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة" (٣) فقد فهم بعضهم هذا النهي على حقيقته فأخرها إلى ما بعد المغرب، وفهمه بعضهم على أن المقصود حث
_________
(١) أخرجه البخاري في صحيحه مع الفتح١/٩، كتاب بدء الوحي، باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله ﷺ، ح١ وأخرجه مسلم ٣/١٥١٥، كتاب الإمارة، باب قوله ﷺ "إنما الأعمال بالنية".... الخ، ح ١٥٥ (١٩٠٧) .
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه مع الفتح ٤/٣٢٨، كتاب البيوع باب البيعان بالخيار مالم يتفرقا،ح ٢١١٠، وأخرجه مسلم ٣/١١٦٤، كتاب البيوع، باب الصدق في البيع والبيان، ح ٤٧ (١٥٣٢) .
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه مع الفتح ٧/٤٠٧، وكتاب المغازي، باب مرجع النبي صلى الله عليه وسلممن الأحزاب ومخرجه إلى بني قريظة ومحاصرته إياهم، ح ٤١١٩، وأخرجه مسلم ٣/١٣٩١، كتاب الجهاد والسير، باب المبادرة بالغزو....إلخ ح ٦٩ (١٧٧٠) .
1 / 10
الصحابة على الإسراع فصلاها في وقتها، وبلغ النبي ما فعل الفريقان فأقرهما ولم ينكر عليهما.
ومن الثاني: ما روي أن خالد بن الوليد ﵁ أكل ضبًا قُدِّم إلى النبي ﷺ دون أن يأكله، فقال له بعض الصحابة: أوَيحرم أكله يا رسول الله؟ فقال: "لا، ولكنه ليس في أرض قومي فأجدني أعافه" (١) .
وقد تطلق السنة عندهم على ما دل عليه دليل شرعي، سواء كان ذلك في الكتاب العزيز، أو عن النبي ﷺ، أو اجتهد فيه الصحابة، كجمع المصحف وحمل الناس على القراءة بحرف واحد، وتدوين الدواوين، ويقابل ذلك «البدعة» ومنه قوله ﷺ: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي" (٢) .
(٣) وعلماء الفقه إنما بحثوا عن رسول الله ﷺ، الذي تدل أفعاله على حكم شرعي، وهم يبحثون عن حكم الشرع في أفعال العباد وجوبا، أو حرمة، أو إباحة، أو غير ذلك. إذًا فالسنة في اصطلاح الفقهاء: هي ما ثبت عن النبي ﷺ من غير افتراض ولا وجوب، وتقابل الواجب وغيره من الأحكام الخمسة، وقد تطلق عندهم على ما يقابل البدعة، ومنه قولهم: طلاق السنة كذا، وطلاق البدعة كذا.
_________
(١) أخرجه البخاري في صحيحه مع الفتح ٩/٦٦٣، كتاب الذبائح والصيد، باب الضب، ح ٥٥٣٧ وأخرجه مسلم ٣/١٥٤٣، كتاب الصيد والذبائح، باب إباحة الضب، ح ٤٣ (١٩٤٥) .
(٢) أخرجه أبو داود ٥/١٣ كتاب السنة، باب في لزوم السنة،ح ٤٦٠٧ والترمذي ٥/٤٤ كتاب العلم، باب ما جاء في الأخذ بالسنة، واجتناب البِدع، ح ٢٦٧٦.
1 / 11
ومرد هذا الاختلاف في الاصطلاح إلى اختلافهم في الأغراض التي يُعنى بها كل فئة من أهل العلم.
فعلماء الحديث إنما بحثوا عن رسول الله ﷺ الإمام الهادي الذي أخبر الله عنه أنه أسوة لنا وقدوة، فنقلوا كل ما يتصل به من سيرة وخلق وشمائل وأخبار وأقوال وأفعال، سواء أثبت ذلك حكمًا شرعيًا أم لا.
وعلماء الأصول إنما بحثوا عن رسول الله الذي يضع القواعد للمجتهدين من بعده، ويبين للناس دستور الحياة، فعنوا بأقواله وأفعاله وتقريراته التي تثبت الأحكام وتقررها.
وعلماء الفقه إنما بحثوا عن رسول الله ﷺ الذي لاتخرج أفعاله عن الدلالة على حكم شرعي، وهم يبحثون عن حكم الشرع على أفعال العباد وجوبًا أو حرمةً أو إباحةً أو غير ذلك.
ونحن هنا نريد بالسنة ما عناه الأصوليون، لأنها - بتعريفهم - هي التي يبحث عن حجيتها ومكانتها في التشريع (١) .
_________
(١) مادة التعريف الشرعي للسنة أخذت بتصرف من كتاب: السنة قبل التدوين للخطيب، وكتاب السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي للسباعي.
1 / 12
الفصل الأول: إثبات أن السنة وحي من الله
المبحث الأول: ما ورد في القرآن الكريم
السنة النبوية: هي ما أضيف إلى النبي ﷺ من قول أو فعل أو تقرير، وهي أحد قسمي الوحي الإلهي الذي نزل به جبريل الأمين على النبي الكريم ﷺ، والقسم الثاني من الوحي هو القرآن الكريم، فالسنة النبوية من الوحي، بذلك نطق الكتاب العزيز ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ [النجم:٣-٤]
فكل ما ينطق به رسول الله ﷺ من قرآن أو سنة هو من وحي رب العالمين، قال تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر:٩] .
فأنزل الله القرآن الكريم وحيًا يتلى إلى قيام الساعة محفوظًا من التبديل والتغيير فكان دليلًا قائمًا وبرهانًا ساطعًا على إثبات نبوة محمد ﷺ إلى يوم الدين وكان خير حافظ للشريعة المحمدية من عبث العابثين وتحريف الغالين وانتحال المبطلين وكان وما يزال نورًا ساطعًا وضياءً للمتقين قال تعالى: ﴿يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [المائدة:١٦] .
وقد أمر الله بطاعة الرسول، وجعل طاعته طاعة لله تعالى واتباعه سببًا في محبة الله وغفران الذنوب ونفى الإيمان عمن لم يرض بقضائه ﷺ، ومما ورد فيه من الوعيد الشديد لمن خالف رسوله قال تعالى:
1 / 13
﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا﴾ [المائدة:٩٢] وقال عز من قائل:
﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ﴾ [النساء:٨٠]
وقوله تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [آل عمران:٣١]، ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [الحشر:٧] .
وقال جل شأنه: ﴿فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [النساء:٦٥] .
وقوله سبحانه: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِينًا﴾ [الأحزاب:٣٦]
وقوله جل شأنه: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النور:٦٣] (١) .
_________
(١) أصول الفقه الإسلامي لزكي الدين شعبان ص ٦٤ – ٦٥.
1 / 14
المبحث الثاني: ما جاء في السنة النبوية وأقوال الصحابة ومن بعدهم
جاءت السنة بذلك: قال رسول الله ﷺ "ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه ألا وإنَّ ما حَرَّم رسول الله ﷺ كما حرَّمَ الله" (١) .
وعن حسان بن عطية أنه قال:"كان جبريل ﵇ ينزل على رسول الله ﷺ بالسنة كما ينزل عليه بالقرآن ويعلمه إياها كما يعلمه القرآن" (٢) .
وعن مكحول قال: قال رسول الله ﷺ: "آتاني الله القرآن ومن الحكمة مثليه" (٣)
والوحي ينقسم إلى متلو وغير متلو، فالوحي المتلو هو القرآن الكريم ومن الوحي غير المتلو السنة النبوية لقوله تعالى: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى
_________
(١) رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه (أخرجه أبو داود ٥/١٠، كتاب السنة باب لزوم السنة، ح ٤٦٠٤ وأخرجه الترمذي ٥/٣٨، كتاب العلم، باب ما نهي عنه أن يقال عن حديث النبي صلى الله عليه وسلمح ٢٦٦٤ وقال حديث حسن غريب، وأخرجه ابن ماجه ١/٦، المقدمة باب تعظيم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلموالتغليظ على من عارضه ح ١٢) عن المقداد بن معد يكرب، وحسنه الترمذي وصححه الحاكم.
(٢) أخرجه أبو داود في مراسيله ص ٣٦١، باب في البدع، ح ٥٣٦،وقال محققه شعيب الأرناؤوط: رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أنّه مرسل.
(٣) أخرجه أبو داود في مراسيله ص ٣٥٩ باب البدع، ح ٥٣٤، وقال محققه شعيب الأرناؤوط رجاله ثقات إلا شيخ أبي داود صدوق، غير أنّه مرسل.
1 / 15
،إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ [النجم:٣-٤] وقوله: ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ﴾ [النساء:٨٠] إلى غير ذلك من الأدلة، غير أن السنة النبوية تفارق القرآن الكريم بأمور كثيرة أهمها:
١- أنها نزلت بالمعنى ولفظها من النبي ﷺ ومن هنا جاز روايتها بالمعنى للخبير بمقاصدها العارف بمعانيها وألفاظها عند من يرى ذلك من العلماء.
٢– أنها ليست معجزة بألفاظها.
٣– ولا متعبدًا بتلاوتها.
وقد يشكل على أن السنة بأقسامها: أقوالها وأفعالها وتقريراتها من الوحي ما قرره العلماء من جواز الاجتهاد له ﷺ وأنه اجتهد في كثير من الوقائع في الحروب وغيرها، فَجعْلُ السنة موحى بها من الله سبحانه يعارض ما قرره جمهور العلماء فضلًا عن أنه يسلبه ﷺ خصائصه ومزاياه من الفهم الثاقب والرأي الصائب. والجواب عن ذلك أنه ﷺ وإن اجتهد في كثير من المواطن التي لم ينزل عليه فيها وحي بمقتضى ما فطر عليه من العقل السليم والنظر السديد إلا أَنَّ الله سبحانه لايتركه وشأنه، ولكن يقره إذا أصاب وينبهه إن أخطأ.
ومن هنا كان اجتهاده ﷺ إذا أقره الله عليه وحيًا حكمًا فلا تعارض بين أن السنة وحي من الله وأن ذلك لا يسلبه ﷺ شيئًا من خصائصه ومزاياه بل يؤكدها ويقررها (١) .
_________
(١) كتاب الحديث والمحدثون ص ١١ وما بعدها بتصرف.
1 / 16
وإننا لنلمس آثار رحمة الله تعالى وحكمته في أن جعل الوحي قسمين: قسمًا: لا تجوز روايته بالمعنى بل لابد فيه من التزام الألفاظ المنزلة وهو القرآن الكريم، وقسمًا: تجوز روايته بالمعنى لمن يستطيع ذلك وهو السنة النبوية المطهرة، وفي ذلك صون الشريعة والتخفيف عن الأمة ولو كان الوحي كله من قبيل القرآن الكريم في التزام أدائه بلفظه لشق الأمر وعظم الخطب ولما استطاع الناس أن يقوموا بحمل هذه الأمانة الإلهية.
ولو كان الوحي كله من قبيل السنة في جواز الرواية بالمعنى لكان فيه مجال للريب ومثار للشك ومغمز للطاعنين ومنفذ للملحدين، إذ يقولون لا نأمن أخطاء الرواة في أداء الشريعة ولا نثق بقول نقلة العقائد والأحكام والآداب، ولكِنَّ الله جلت حكمته صان الشريعة بالقرآن ورفع الإصر عن الأمة بتجويز رواية السنة في الحدود السابقة؛ لئلا يكون للناس على الله حجة (١) .
_________
(١) كتاب الحديث والمحدثون ص ١٩ وما بعدها (بتصرف) .
1 / 17
الفصل الثاني: كيف حفظت السنة؟؟
المبحث الأول: جهود الصحابة في حفظ السنة في النبي ﷺ
مدخل
...
الفصل الثاني: كيف حفظت السنة؟؟
المبحث الأول: جهود الصحابة في حفظ السنة في عهد النبي ﷺ
كان من رحمة الله بالإنسانية جمعاء أن بعث فيهم رسولًا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة. وهذا الرسول هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب أشرف الناس نسبًا وأكرم قريش أصلًا.
بدأ رسول الله ﷺ الدعوة إلى الله سرًّا حتى لا يفجأ القوم بها وهم غارقون في جهلهم هائمون في غيهم.فتبعه منهم نفر قلائل لا يتجاوزون أصابع اليد، ثم جهر بالدعوة إلى الله ﷿ فدخل في الدين من علية القوم كثير، دخلوا الإسلام على بينة من أمره واستمعوا إلى كتاب الله وسنة نبيهم فخالطت بشاشة الإيمان قلوبهم، ولاسيما وهم متعطشون إلى ما ينقذهم من ظلمات الشرك ويهديهم إلى سبل السلام فصادف الإسلام قلوبًا مستعدة ونفوسًا متلهفة متهيأة فتمكن منها كل التمكن وجرى الإيمان فيهم مجرى الدم في عروقهم.
ذلك أنهم عرفوا من الرسول ﷺ أن هذا الدين هو منبع سعادتهم ومعقد عزهم وسبب نهضتهم فعقدوا عليه خناصرهم وأحبوا رسول الله حبًا يعلو على حب الآباء والأبناء وانكبوا على ما جاءهم به من القرآن يحفظونه وعلى ما حدثهم به من بيان للكتاب
1 / 18
أو تشريع للأحكام فجمعوه في صدورهم وطبقوه على جميع أحوالهم، ثم كانت الهجرة إلى المدينة فانفسح المجال لاستماع القرآن وحضور مجالس النبي ﷺ.
علم أصحاب رسول الله ﷺ للسنة مكانها من الدين وأنها الركن الثاني في بنائه القويم بعد الكتاب العزيز كما علموا وصية الله تعالى باتباعها وتحذيره الشديد من مخالفتها، وأن من فَرَّطَ في أمرها أو تهاون بشأنها فهو محروم، ومن حفظها وعمل بها فهو سعيد مشكور.
ولم يخف عليهم أن القرآن العزيز رفع من شأن العلم والعلماء وحط من شأن الجهل والجهلاء فقال: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ﴾ [الزمر:٩] وقال: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ [المجادلة:١١] وحث على التفقه في الدين وتبليغه إلى الناس فقال: ﴿وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾ [التوبة:١٢٢] .
كما لم يخف عليهم الوعيد الشديد على كتمان العلم في قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ﴾ [البقرة:١٥٩] .
وكما جاءت الآيات القرآنية حاثة لهم على تعلم الدين وأحكامه ودرسه ونشره كذلك جاءت الأحاديث النبوية محببة إليهم حمل العلم والتفقه في الدين محذرةً لهم من كتمانه حاضةً على تبليغه إلى الناس فقال
1 / 19
ﷺ: "من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين" (١) "الدنيا ملعونة. ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالمًا ومتعلمًا" (٢) .
"نضر الله امرأً سمع منا شيئًا فَبَلَّغهُ كما سمعهُ فَرُبَّ مُبلَّغٍ أوعى من سامع" (٣) "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له به طريقًا إلى الجنة" (٤) "من سُئل عن علمٍ فكتمه جاء يوم القيامة ملجمًا بلجام من نار" (٥) والآيات والأحاديث في هذا الباب كثيرة شهيرة.
ملكت هذه الآيات والأحاديث على الصحابة مشاعرهم وأخذت عليهم ألبابهم وأفعمت قلوبهم حبًا لله ورسوله ﷺ وألهبت نفوسهم نشاطًا نحو العلم والعمل فلم يدخروا وسعًا في حفظ الأحكام والسنن، وضحوا في سبيل ذلك بأموالهم وأنفسهم. وإلى جانب هذه الحمية الدينية استعداد فطري ونشاط طبيعي هو استعداد الحافظة ونشاط الذاكرة وسرعة الخاطر وقوة الذكاء وكمال العبقرية، فالصحابة
_________
(١) أخرجه البخاري في صحيحه مع الفتح ١/١٦٤، كتاب العلم، باب من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين ح ٧١، وأخرجه مسلم ٢/٧١٨، كتاب الزكاة، باب النهي عن المسألة ح ٩٨ (١٠٣٧) .
(٢) أخرجه ابن ماجه ٢/١٣٧٧، كتاب الزهد، باب مثل الدنيا، ح ٤١١٢، وحسنه الألباني كما في صحيح سنن ابن ماجه ٢/٣٩٥، ح ٣٣٢٠.
(٣) أخرجه الترمذي ٥/ ٣٤، كتاب العلم، باب ما جاء في الحث على تبليغ السماع، ح ٢٦٥٧، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
(٤) أخرجه مسلم ٤/ ٢٠٧٤، كتاب الذكر، باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر ح ٣٨ (٢٦٩٩) .
(٥) أخرجه أحمد بن حنبل في المسند ٢/ ٢٩٦ و٤٩٥، مسند أبى هريرة، وقال أحمد شاكر - في تحقيقه للمسند ١٤/٥، ح ٧٥٦١ -: إسناده صحيح.
1 / 20