73

الروايتين والوجهين - المسائل الأصولية منه

الروايتين والوجهين - المسائل الأصولية منه

Bincike

الدكتور عبد الكريم محمد اللاحم

Mai Buga Littafi

مكتبة المعارف

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٠٥ هـ - ١٩٨٥ م

Inda aka buga

الرياض - المملكة العربية السعودية

Nau'ikan

فالعقل لا يمنع منه أما ورود الشرع به، والتعبد به، فقال شيخنا أبو عبد اللَّه لا يجوز على ظاهر كلام أحمد في رواية عبد اللَّه، قال اللَّه -تعالى-: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (٣) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ (^١) وعندي أنّه يجوز ذلك، لأنه قال في رواية أبي داود ليس أحدٌ إلا ويؤخذ من رأيه ويدع، ما خلا النبي ﷺ فاثبت للنبي رأيًا. وجه من منع من ذلك قوله -تعالى- ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (٣) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ ولأن الإجتهاد إنما يجوز عند الإياس من النص، بدليل أنّ الأمة متى جوزت وجود النص تركت الإجتهاد، فإذا كان الإِجتهاد لهذا، لم يجز للنبي، لأنه لم ييأس من النص. ووجه الثاني: أن الأصل إذا عرف معناه لزم رد الفرع إليه، فإذا عرفه رسول اللَّه ﷺ كان الرد إليه أولى في حقه، لأنه أعرف بمعناه، لأنه لا يخلو ترك الإِجتهاد في حقه إما بنص موجود أو لأنه لا ييأس من النص، وهذا لا يمنع، لأن للأمة أن تجتهد مع تجويز إنعقاد الإجماع، بخلاف ما اجتهد فيه، فإذا كان هذا في حق غيره، كان في حقه أولى. الإِجتهاد بحضرة النبي ﷺ-: ٢١ - مسألة: هل يجوز الإِجتهاد بحضرة النبي وفي مجلسه. .؟ قال شيخنا أبو عبد اللَّه لا يجوز، وعندي أنه يجوز ذلك. وجه من قال لا يجوز، أنه لا يجوز الرجوع إلى غالب ظنه مع القدرة

= سنة ست وثلاثين مسير علي ﵁ من المدينة إلى البصرة ٧/ ٢٤٣. (^١) سورة النجم ٣ و٤.

1 / 83