فينزل عيسى ابن مريم، فأمهم "، ولفظه في كتاب الإيمان: " كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وأمكم " (١) . وليس المراد هنا في هذا الحديث أن عيسى أمهم في الصلاة، فالحديث الأول يدل على رفض عيسى للتقدم، وأنه قدم الإمام الذي أقيمت له الصلاة، ومثله حديث أبي هريرة عند البخاري ومسلم، قال: قال رسول الله ﷺ: " كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم " (٢) وفي صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله ﵁، أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: " لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، قال: فينزل عيسى ابن مريم، فيقول أميرهم: تعال صل بنا، فيقول: لا، إن بعضكم على بعض أمراء، تكرمة الله هذه الأمة " (٣) .
المطلب الثاني
بم يحكم عيسى بعد نزوله؟
النصوص السابقة صريحة في أن الإمام هو واحد من هذه الأمة، أما رواية " فأمّكم " أو " أمهم " أي: عيسى فليس المراد بها أنه أمهم في الصلاة، بل المراد أنه حكَّم فيهم كتاب الله ﵎، أي: أمهم بكتاب الله ﷿، ففي حديث
(١) رواه مسلم، كتاب الفتن، باب فتح القسطنطينية (٤/٢٢٢١)، حديث رقم (٢٨٩٧)، ورواه في كتاب الإيمان، باب نزول عيسى بن مريم (١/١٣٦) ورقمه (١٥٥) .
(٢) رواه البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء، باب نزول عيسى ابن مريم فتح الباري: (٦/٤٩١) ورواه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان: (١٥/١٣٦) ورقم الحديث (١٥٥) .
(٣) رواه مسلم في كتاب الإيمان، باب نزول عيسى بن مريم (٤/١٣٧) ورقمه (١٥٦) .