Almaniya Naziyya
ألمانيا النازية: دراسة في التاريخ الأوروبي المعاصر (١٩٣٩–١٩٤٥)
Nau'ikan
Donau Zeitung
تحذيرا للأهلين جاء فيه ما معناه: «لقد وقعت حوادث تخريب واغتيال، كما أشعلت عمدا حرائق كبيرة، ولكنه إذا ظلت الحرائق تشتعل في حقول القمح، فإن السربيين وحدهم هم الذين سوف يحرمون الخبز. وإذا خربت الطرق والمواصلات والتليفونات، وسائر وسائل الخدمة العامة، فإن الضرر البليغ سوف يلحق بالاقتصاد السربي وحده!»
وزيادة على ذلك استطاع جيش «ميخائيلوفتش» أن يحكم الصلة بينه وبين الحكومة اليوغوسلافية الملكية في لندن، فذكرت جريدة «سلوفينيا وأوروبا»، أن ميخائيلوفتش تمكن من إرسال الدكتور «سكوليتش
Sekulitch » إلى لندن حتى يشرح ما كان يفعله الجيش الوطني في يوغوسلافيا، ويبين مبلغ ما يحتاجه هذا الجيش من السلاح والذخيرة والعتاد الحربي عموما. ثم لم يلبث المحاربون الوطنيون أن أوجدوا نظاما للمخابرات المستمرة مع الحكومة اليوغوسلافية في لندن. ثم ظهرت آثار هذا التدبير المحكم عندما نشرت جريدة «سلوفينيا الحرة» مقالا جاء فيه: «لقد كشف الألمان في الأسبوع الماضي - ويالهول ما كشفوا! - أن ميخائيلوفتش يملك دبابات بين عتاده الحربي، كما يملك أيضا مدافع مضادة للدبابات وعددا عظيما من المدفعية ... وعندما هاجمنا الألمان في أول الأمر كانت هناك عدة مطارات سرية ما تزال في دور التكوين والنمو، أما الآن فإن الجنرال ميخائيلوفتش يستخدم بعض هذه المطارات، هذا إلى جانب ما يوجد لديه من غواصات تجد في العمل، كما يعرف الإيطاليون ذلك حق المعرفة بسبب ما يعانونه منها!» والحقيقة أن الألمان سرعان ما وجدوا أنفسهم مرغمين على خوض غمار حروب شديدة، استخدموا في معاركها الطائرات المنقضة والدبابات والمدفعية الثقيلة، كما صاروا يحشدون القوات الكبيرة، ومن بينها رجال المظلات الهابطة، وذلك كله حتى يستعيدوا بلادا أعلنت القيادة العليا الألمانية منذ مدة أنها قد دخلت في حوزة الغزاة الفاتحين نهائيا.
ومن بين هذه المعارك الدموية الكبيرة، كانت معركة «شاباتز
Chabatz » وهو اسم المدينة التي حاصرها التشتينك من كل جانب بعد أن أبادوا حاميتها الألمانية. وكان من آثار هذه المعركة اشتداد حركة المقاومة الإيجابية ضد الألمان والطليان في كل مكان تقريبا، حتى صار هؤلاء لا يشعرون بأمن ولا طمأنينة في «بلغراد» ذاتها. وحدث في «بلغراد» ما كان يسوغ عدم الاطمئنان قط، فقد دمرت بها محطة توليد الكهرباء ذات مساء، كما مات الجنرال «شرودر
Schroeder » فجأة وفي ظروف مريبة ، ولحق به كثيرون أيضا من الحراس الألمان بالمدينة، ولم يكن من المتوقع أن تخف وطأة هذه المقاومة الشديدة ما دامت الصحف السرية تنشر أخبارها وتشجع أبطالها على المضي في مكافحة الغزاة الفاتحين بجد وهمة.
وسرعان ما جاء دليل حاسم على فشل الألمان في قمع الوطنيين من جهة، وعلى انتصار جيش يوغوسلافيا الوطني من جهة خرى عندما نشرت جريدة «الحرية أو الموت» ذات يوم خبرا مفاده: إن الألمان يريدون المفاوضة مع الجنرال ميخائيلوفتش والاتفاق معه على الشروط التي يرتضيها، وبالفعل حدث في الأيام التالية أن توسط في هذه المفاوضة «كويسلنج» سربيا الجنرال «نيدتش
Neditch »، وعقد الفريقان هدنة وقتية، لم يطرأ في خلالها أي تحسن في حالة بلغراد المحاصرة. ثم لم تلبث أن أخفقت مفاوضات الصلح، وعرض الألمان عقب ذلك مكافأة 200000 دينار ثمنا لرأس الجنرال «ميخائيلوفتش».
وفي عام 1943، كانت صحف يوغوسلافيا السرية في نمو مطر، حتى بلغ عدد قراء الصحف السرية وحدها حوالي المائة ألف، وهذا بينما كانت الصحف الكرواتية السرية تقوم بنشر الدعاية الخفية أو الدعاوة المضادة ضد دولتي المحور. •••
Shafi da ba'a sani ba