علم اللغة
علم اللغة
Mai Buga Littafi
نهضة مصر للطباعة والنشر
Lambar Fassara
الأولى
Nau'ikan
ولا يمكن للمعلمين -مهما بذلوا من جهد- أن يحولوا بينهم وبين لغة الإشارة المحببة إلى طائفتهم.
ومنها: أن النتائج التي تتحقق في تعليم الصُّمِّ الكلام يرجع قسط كبير من الفضل في تحققها إلى مايسمونه: "الأنقاض السمعية"، وهي إحساسات سمعية ضئيلة توجد لدى عدد كبير ممن يظن أن صممهم كامل، وقد تبين لمعلمي الصم أهمية هذه "الأنقاض"، فوجهوا معظم جهودهم إلى استغلالها والانتفاع بها في تعليم الصم الكلام.
٦- أساس التقليد اللغوي عند الطفل:
يتبين مما ذكرناه في الفصول السابقة أن التقليد اللغوي في الطفولة يعتمد على ميلٍ فطريٍّ مزود به الطفل، وأن أعمال المحاكاة التي يتجه إليها الطفل بدافع من هذا الميل تنبعث عن قصد وإرادة، وتشرف قواه الفكرية على أدائها وتنظيمها، وإصلاح فاسدها، وجعلها مطابقة للأصل، وفهم مدلولها، وحفظها، واستخدامها فيما وضعت له١؛ فأعمال التقليد اللغوي عند الطفل لا تختلف في أساسها عن ألعابه الراقية؛ كألعاب الاستطلاع والحل والتركيب والتصوير والمقاتلة والصيد والألعاب العائلية والاجتماعية والصناعية والزراعية.. وهلم جرا٢. فكلاهما يعتمد على ميل فطري مزود به الطفل، ويتجه إليه بدافع من هذا الميل، ولكن كليهما كذلك ينبعث عن قصد وإرادة، وتشرف قوى الفكر على أدائه وتنظيم عناصره.
غير أن طائفة من الباحثين -على رأسها العلامة لودانتك La Dantec- قد ذهبت في هذا الصدد مذهبًا آخر، فزعمت أن التقليد اللغوي عند الطفل عملية آلية مجردة عن القصد والإرادة وعمل الفكر، ولا تعتمد إلى على أمور جسمية خالصة.
١ انظر صفحات ١٣٣-١٤٩. ٢ انظر هذه الألعاب في كتابنا "اللعب والعمل"، صفحات ٣٨-٤٨.
1 / 160